للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وروي أن أعرابيين أصابهما قحط فانحدرا إلى العراق جائعين فوطئت رجل أحدهما فرس لفارس فأدمتها وكان يسمى حيدان فتعلقا به وأخذا الدية وكانا جائعين فقصدا السوق وابتاعا طعاما فأكلا فقال الآخر:

فلا غرس ما دام في النّاس سوقهم ... وما بقيت في رجل حيدان إصبع

[تحريم الملاهي على المحارب وطالب الثأر]

روي أن بعض عمّال عبد الملك بعث إليه بجارية اشتراها بعشرة آلاف دينار فلما استحضرها وأنس بها دخل إليه رسول الحجّاج بأن عبد الرحمن بن الأشعث خلعه، فأجاب عن كتابه وجعل يقلّب كفيه وقال لها: إن ما دونك منية المتمني فقالت: وما يمنعك؟ قال بيت الأخطل:

قوم إذا حاربوا شدّوا مآزرهم ... دون النساء ولو باتت بإظهار

فمكث ثلاث سنين وخمسة أشهر لا يقرب امرأة حتى أتاه خبر قتل ابن الأشعث فكانت أول امرأة تمتّع بها. وكانت العجم إذا حزبهم أمر أمروا إن ترفع الموائد ويقتصرون على الخبز والملح والبقل حتى يفرغوا. وقال معاوية: ما ذقت أيام صفّين لحما ولا حلواء بل اقتصرت على الخبز حتى فرغت، وأتت امرأة المهلب بمجمرة، فقالت له: ضع هذه تحتك فكان ذلك تعريضا لما أبطأ عن مناهضة الأزد فقال: است المرأة أحق بالمجمرة.

قال قيس بن الحطيم:

حرام علينا الخمر إن لم نضارب

وقال الجراح الغطفاني:

لله درّك ما ظننت بثائر ... حران ليس على التراث براقد

أحددته ثم اضطجعت ولم ينم ... أسفا عليك وكيف نوم الحاقد

من حلّ له الطيبّات لإدراكه الثأر

قال شاعر:

اليوم حلّ لي الشراب وما ... كان الشراب يحلّ لي قبل

قال جابر:

وحل لي التدهين والخمر بعد ما ... شفيت غليلي من ثويد المراثد

المبجّح بإدراك ثأره

قال المهلهل في إدراك ثأر كليب:

فلو نبش المقابر عن كليب ... فتخبر بالذنائب أيّ زير «١»

<<  <  ج: ص:  >  >>