للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقال آخر:

تحف أغرّ لا قود عليه ... ولا دية تساق ولا اعتذار

[من قتل بعض ذويه اقتصاصا]

قال قيس بن زياد:

شفيت النفس من قيس بن بدر ... وسيفي من حذيفة قد شفاني

فإن أك قد برّدت بهم غليلي ... فلم أقطع بهم إلّا بناني «١»

ونحوه للحارث بن وغلة:

قومي هم قتلوا أميم أخي ... فلئن رميت يصيبني سهمي

فلئن عفوت لأعفونّ جللا ... ولئن سطوت لأوهننّ عظمي

قال البحتري:

تقتل من وتر أعز نفوسها ... عليها بأيد ما تكاد تطيعها

إذا احتربت يوما ففاضت دماؤها ... تذكرت القربى ففاضت دموعها

وقال أعرابي:

أقول للنفس تعزاء وتسلية ... إحدى يديّ أصابتني ولم ترد

كلاهما خلف عن فقد صاحبه ... هذا أخي حين أدعوه وذا ولدي

(٥) وممّا جاء في التحذير من الحرب وطلب الصلح

التحذير من تهييج الحرب والحثّ على الصلح

قال الله تعالى وَإِنْ طائِفَتانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُما

«٢» وَإِنْ جَنَحُوا لِلسَّلْمِ فَاجْنَحْ لَها

«٣» . كان سويد بن متحرق خطب خطبة طويلة لصلح أمة، فقال له رجل: أنت مذ اليوم ترعى في غير مرعاك أفلا أدلك على المقال. فقال نعم. فقال: أما بعد فإن الصلح بقاء الآجال وحفظ الأموال والسلام. فلما سمع القوم ذلك تعانقوا وتواهبوا الديات. وقيل: الحرب صعبة مرة والصلح أمن ومسرّة. كتب سلم بن قتيبة إلى سعيد المهلبي لما تحاربا بالبصرة:

خذوا حظّكم من سلمنا إنّ حربنا ... إذا زينته الحرب نار تسعر

<<  <  ج: ص:  >  >>