للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وصف المحتجّ لانهزامه بخوفه من القتل

قيل لرجل: إنّك انهزمت. فقال غضب الأمير عليّ وأنا حيّ خير من أن يرضى وأنا ميت. قال زفر بن الحارث:

ألا لا تلوماني على الجبن إنّني ... أخاف على فخارتي أن تحطما

ولو أنّني أبتاع في السوق مثلها ... إذا شئت ما باليت أن أتقدّما

وقال آخر:

يقول لي الأمر بغير نصح ... تقدم حين جدّ بنا المراس

ومالي إنّ أطعتك من حياة ... ومالي بعد هذا الرأس راس

وهرب الوليد من الطاعون فقيل له: قل: لن ينفعكم الفرار إن فررتم من الموت أو القتل وإذا لا تمتعون إلا قليلا. فقال: ذلك القليل أطلب. وقيل لرجل يوم صفّين، قد انهزم ما خبر الناس؟ فقال: من صبر أخزاه الله ومن انهزم نجّاه الله. قال محمد بن موسى القاضاني وله أشعار كثيرة في الدلالة على جوده:

أنا المحصون من كتب المغازي ... إذا قرئت سرى فيها قراني

أرى في النّوم سيفا أو سنانا ... فأسلح في الفراش على المغاني

قال أبو الغمر:

باتت تشجّعني عرسي وقد علمت ... أن الشجاعة مقرون بها العطب

للحرب قوم أضلّ الله سعيهم ... إذا دعتهم إلى مكروهها وثبوا

ولست منهم ولا أهوى فعالهم ... لا الجدّ يعجبني منهم ولا اللعب

قالت بنت الطرماح:

فتنة يسعى لها جهّالها ... أكلب النار فدعها تقتتل

المؤثر الدّعة على الحرب

قال أبو العتاهية: دخلت أنا وأبان على عنان وهي في خيش، فقلت: إن العيش خيش، فقالت: لا قتال وجيش.

قال زيد الخيل

تذكر حصنه لما رآني ... أقلّب آلة مثل الهلال

قال الهذلي:

عقوا بسهم فلم يشعر به أحد ... ثم استفاؤوا وقالوا حبّذا الوضح «١»

<<  <  ج: ص:  >  >>