للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقال بعضهم: دخلت مسجدا مع صاحب لي فنام صاحبي ووضع عنده عمامته فإذا أنا برجل قد دخل فأخذ العمامة وجعل يضحك في وجهي وهو واضع سبّابته على فمه كأنه يقول: أسكت وجعل يتراجع القهقرى وأرى أنه يلاعبنا فمرّ فانتبه صاحبي. فقلت: كان كذا، فطلبناه فلم نجده.

[المفتخر بصعود المراقب]

قال ربيعة بن مقروم:

قال ربيعة بن مقروم:

ومزبأة أوفيت جنح أصيله ... عليها كما أومى القطامي مرقبا «١»

ربيبة جيش أو ربيبة مقنب ... إذا لم يقد وغد من القوم مقنبا «٢»

قال أبو نواس:

ربّ فتيان ربأتهم ... مسقط العيّوق من سحره «٣»

فاتّقوا بي ما يريبهم ... إنّ تقوى الشرّ من حذره

[نوادر لمن سرق له شيء]

سرق لرجل درهم فقيل له: إنه في ميزانك، فقال: قد سرق مع الميزان. وسرق لآخر خرج، فقيل له لو قرأت عليه آية الكرسي لم يسرق، فقال: إنه كان فيه مصحف تام وسرق لبعضهم بغل فقال أحد أصحابه: الذنب لك في إهماله. وقال بعضهم: الذنب للسايس، فقال هو: يا قوم واللص ماله ذنب.

وسئل بعضهم إلى أين؟ فقال: إلى الكناسة لأشتري حمارا. فقال له رجل: قل إن شاء الله، فقال: وما وجه الاستثناء الدراهم في كمّي والحمير في الكناسة فلما ذهب سرقت منه الدراهم، فعاد فقيل له: ما الذي فعلت؟ قال: سرقت الدراهم إن شاء الله.

وطرق لص عجوزا فلما دخل خباءها وأحسّت به قالت رافعة صوتها: يا نفس لو تزوجت زوجا فأولدك ثلاث بنين فسميت أحدهم عمرا والآخر بكرا والآخر صقرا، يا نفس ما أصنع بهم؟ وأخشى أن يموتوا فأندبهم فأقول واعمراه وابكراه واصقراه ورفعت صوتها وكان لها جيران يسمّون بهذه الأسماء فجاؤها، فقالت: دونكم اللص.

وسرق بعضهم حمارا وذهب ليبيعه فسرق منه، فقيل بكم بعته؟ فقال: برأس المال.

ودفع بعضهم- وكان قفّافا- دراهم إلى بعض الصيارف فقفّ منه الصيرفي شيئا، فقال:

عجبت عجيبة من ذئب سوء ... أصاب فريسة من ليث غاب

وإن أخدع فقد يخدع ويؤخذ ... عناق الطير من جوّ السحاب

<<  <  ج: ص:  >  >>