للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وجاء رجل إلى سعيد بن المسيب فقال: رأيت حدأة على شرف مسجد الرسول صلّى الله عليه وسلّم فقال: إن صدقت رؤياك فسيتزوج الحجّاج من أهل البيت، فتزوج بأم كلثوم بنت عبد الله بن جعفر.

[المتزوجة من ذي زي قبيح]

قال شاعر:

الزوج زوجان ذو مال يعاش به ... وذو شباب شديد المتن كالمرس

فلا شبابا ولا مالا ظفرت به ... لكنّ ما شئت من لؤم ومن دنس

قال علي بن المنجم:

لم يرض إلا بالكريمة مركبا ... ولربّما امتنعت عليه أتان

ولما مات عمر بن عبد العزيز تزوج بامرأته فاطمة بنت عبد الملك سليمان بن داوف بن مروان وكان أعور فاجرا فقال الناس: هذا النذل الأعور يعنون قول جميل:

نذل لعمرك من يزيد أعور وقال آخر: فيمن طلقها سري وتزوجها دنيء:

وكنت كذى النّبل الذي راش نبله ... بريش الخوافي ثم بدّلها لغبا «١»

ذمّ متشرف بتزويج كريمة

رأوا رفعة الآباء أعيا مرامها ... عليهم فراموا رفعة بالحلائل

إذا ما أعالي الأمر لم تعطك المنى ... فلا بأس باستنجاحها بالأسافل

(٢) وممّا جاء في قلّة الصداق وكثرته

قال النبي صلّى الله عليه وسلّم: أعظم النساء بركة أحسنهنّ وجوها وأرخصهنّ مهورا. وقيل: لا تغالوا بمهور النساء فإنها لو كانت مكرمة في الدنيا أو تقوى عند الله كان أولى بكثرتها.

قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: وما أصدق امرأة من نسائه ولا من بناته أكثر من إثنتي عشرة أوقية وذلك أربعمائة وثمانون درهما.

وقال عمر رضي الله عنه: لا يبلغني أن أحدا تجاوز بصداقه صداق النبي صلّى الله عليه وسلّم إلا استرجعت منها. فقامت امرأة فقالت: ما جعل الله ذلك إليك يا ابن الخطاب، فإنه يقول وآتيتم إحداهن قنطارا فلا تأخذوا منه شيئا فقال عمر ألا تعجبون من إمام أخطأ وامرأة أصابت، ناضلت أمامكم فنضلته.

<<  <  ج: ص:  >  >>