للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يسرق هل يلزمه القطع؟ ومرّ القس بسلامة المدنية وهي تغني فأعجبته وطرب وقال: والله إني أحبك. فقالت: نفسي بين يديك فما يمنعك؟ فقال: يمنعني قول الله تعالى الإخلاء يومئذ بعضهم لبعض عدو إلا المتقين، وأخاف أن تكون خلتنا اليوم عداوة يوم القيامة.

امرأة تعرّض لها رجل فدعته إلى العفاف

قال أعرابي: خرجت في ليلة بهيمة فإذا أنا بجارية كأنها علم فراودتها فقالت: أما لك زاجر من عقل إن لم يكن لك ناه من دين؟ فقلت: أنه لا يرانا إلا الكواكب فقالت: وأين مكوكبها؟ ونزل أسدي بطائيّة في يوم صائف فاتته بقرى «١» ففتنته بعينيها من وراء البرقع فراودها «٢» ، فقالت: أما يردعك الكرم والإسلام؟ كل وأقل وإن أردت غير ذلك فارتحل.

وروي أن أبرويز راود امرأة على الفجور، فقالت: أيها الملك إن المرأة طبعت على ثلاثة أجزاء من الإنسانية فإذا افتضت ذهب جزء، وإذا حبلت ذهب جزء وإذا ولدت ذهب جزء، وقد أبيت عن ذلك. فأنا أعيذ الملك أن يخرجني من حد الإنسانية.

وقيل: انقطع بعض أولاد الملوك عن أصحابه ودخل إلى منزل امرأة فراودها، فقالت: حتى نتغذى. فوضعت له خوانا عليه عشرون سكرجة «٣» كلها كامخ فذاقها فرآها لونا واحدا، وطعما واحدا ففطن إلى أنها تشير إلى أن النساء لون واحد وأن الذي معها مع زوجته، فانكفّ عنها.

[الممدوح بذلك]

قال شاعر:

خلوت بها ليلا ولم أقض حاجة ... ولست على ذاك العفاف بنادم

قال المتنبيّ:

عفيف تروق الشمس صورة وجهه ... فلو نزلت يوما لحاد إلى الظلّ

وقال:

كم حبيب لا عذر في اللوم فيه ... لك فيه من التّقى لوّام

وسمعت امرأة رجلا ينشد:

وكم ليلة قد بتّها غير آثم ... بمهضومة الكشحين ريّانة القلب

قالت له: خزاك الله ألا تأثمت.

من تعفّف عن امرأة حراما فأوصله الله إليها حلالا

كان لأمير المؤمنين عليه السلام جارية وعلى بابها مؤذن إذا اجتازت به يقول لها: أنا

<<  <  ج: ص:  >  >>