للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[هجاء السودان]

قال كشاجم:

يا مشبها في لونه فعله ... لم تعد ما أوجبت القسمه

ظلمك من خلقك مستخرج ... والمظلم مشتق؟ من الظلمه

وهو مأخوذ من قول حكيم. وقيل له: ما تقول في الأسود قال خيره كلونه وسأل المتوكل رجلا لم ملت إلى السودان؟ فقال: لأنهن أسخن. فقال عبادة:- وكان حاضرا- نعم للعين.

وقال جرير في أسود عليه ثوب أبيض:

كأنّه لما بدا للنّاس ... أير حمار لفّ في قرطاس

[نوادر في السودان]

رأى مخنث زنجيا يفجر برومية فقال: يولج الليل في النهار. ورأى زنجيا يبكي فقال كأنه مطبخ يكف. ورأى سوداء متخمرة بأصفر، فقال: كأنها فحمة في رأسها نار.

[البرص]

كان جذيمة أبرص فكنّي عنه بالأبرش. ودخل عامر بن مالك وكان عمّ لبيد وكان شيخا، على النعمان فعبث به الربيع بن زياد، وأضحك منه الحاضرين، فخجل الشيخ وانصرف وشكاه إلى لبيد فقال: دعه لي. فدخل على النعمان وهو يؤاكل الربيع فقال:

مهلا أبيت اللعن لا تأكل معه

فقال النعمان: لمه؟ فقال:

إن إسته من برص ملمّعه ... وأنه يدخل فيها إصبعه

يدخله حتّى يواري إشجعه ... كأنّه يطلب شيئا ضيّعه «١»

فأمسك النعمان ولم يأذن له بعد ذلك فأرسل إليه يقول: إنه كاذب فأرسل من يفتشني. فقال النعمان:

قد قيل ما قيل إن حقّا وإن كذبا ... فما اعتذارك من قول إذا قيلا

وقال أمير المؤمنين رضي الله عنه: إن كنت كاذبا فرماك الله ببيضاء لا تواريها العمامة فصار به برص وجلس عمرو بن هذاب للشعراء فأنشده طريف بن سوادة أرجوزة فيه حتى انتهى إلى قوله:

أبرص فيّاض اليدين أكلف ... والبرص أندى باللها وأعرف

<<  <  ج: ص:  >  >>