للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

تسهيل قول الشّعر على ذي آلته

عمل سقراط بيتين، فقيل له: ما أحسن ما قلت. فقال: إن حفر بئر بقرب قناة يجري منها الماء، سهل. قال البديهي:

وأرى القوافي لا تصير مطيعة ... إلا إلى المثرين من أدواتها

والطبع ليس بمقنع إلا إذا ... حصلت إضافته إلى آلاتها

وقال آخر:

وما الطبع مغن وحده في نظامه ... ولا العلم من حدّ الطّباع بنائب

إذا لم تكن مجموعة أدواته ... فأيسر مبناه كنسج العناكب

وقيل: أصح الشعر وأسهله ما يقوله من بعثه أنف «١» أو دخله كلف «٢» .

من تداخله لسماعه الأنفة والحميّة

كان بالمدينة فتى يتعشق امرأة، فوعدته يوما، فلمّا اجتمعا غنّت مغنية بهذا الصوت:

من الخفرات لم تفضح أخاها ... ولم ترفع لوالدها شنارا «٣»

فأبت إلا الخروج فرجعت إلى منزلها، وبعثت إلى الرجل ألف دينار، وقالت: إن رغبت في فاجعل هذا مهري واخطبني من أبي.

ودخل رجل على أبي دلف فاستماحه فقال له: أتسأل وجدّك يقول:

ومن يفتقر منّا يعش بحسامه ... ومن يفتقر من سائر النّاس يسأل

فقال: نعم، وتضجّر. فلقي وكيلا لأبي دلف يأتي بمال فسلبه. واتصل الخبر بأبي دلف «٤» فقال: أنا الذي علمته هذا فدعوه. وهذا الباب من جنس منفعة الشعر.

[شعر سائر]

قال أبو العتاهية:

في كلّ أرض قرى من منطقي مثلا ... بين المشاهد أو يبكي به وتر

وقال الطرمي:

لقد سار لي شرقا وغربا قصائد ... تغبّر حسنا في وجوه القصائد

<<  <  ج: ص:  >  >>