للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ثوبي ما ستر عورتي ولا دابّتي ما حملت رحلي. وكان خزيم الناعم لم يكن يلبس في الصيف إلا خلقا «١» ولا في الشتاء إلا جديدا.

[عذر من لؤم لبسه وكرمت نفسه]

دخل النجار العذري على معاوية فازدراه. فقال: يا أمير المؤمنين إن العباءة لا تكلمك إنما يكلمك من فيها فملأ سمعه حكمة ثم نهض ولم يسأله شيئا فقال ما رأيت أحقر أولا ولا أكبر آخرا منه وعاتب يحيى بن خالد العتبي في خلق ثيابه، فقال: أخزى الله من ترفعه هيئتاه ثيابه وجماله ولم يرفعه أكبراه همته ونفسه إنما الهيئة للأبناء والنساء وقال حبيب بن أبي ثابت. لأن أعزّ في خميصة أحب إليّ من أن أذلّ في مطرف. وقيل: لا يسود الرجل حتى لا يبالي في أي ثوبيه ظهر. قال أبو هفّان:

تعجّبت درّ من شيبي فقلت لها: لا تعجبي فطلوع الشمس في السّدف «٢»

وزادها عجبا أن رحت في سمل ... وما درت درّ أن الدرّ في الصّدف «٣»

وقال:

أعاذل أن يكون برداي رثا ... فلا يعدمك بينهما كريم

وقال النمر بن تولب:

فإن يك أثوابي تمزّقن عن بلى ... فإني كمثل السيف في خلق الغمد «٤»

ونظرت جارية لابن هبيرة وهو أمير العراق وعليه قميص مرقوع فضحكت، فأنشد:

هزئت أمامة أن رأتني مملقا ... ثكلتك أمّك أي ذاك يروع

قد يدرك الشرف الفتى ورداؤه ... خلق وجيب قميصه مرقوع

وقيل: لا يسود الرجل حتى لا يدري أي ثوبيه لبس.

وقال البحتري:

وليس العلى درّاعة ورداءها ... ولا جبّة موشية وقميصها

وفي صبيح الوجه عليه خلق:

لا تعجبوا من بلى غلالته ... قد زرّ أزراره على القمر

[من عوتب في خلق ثيابه فاعتذر بالفقر]

قال بعض الكبار لأبي الأسود عليه جبة خز خلقة طال صحبتها له: أما تمل لبسها؟

فقال: ربّ مملول لا يستطاع فراقه فأمر له بمال ودخل محمد بن كعب على سليمان فقال:

<<  <  ج: ص:  >  >>