للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

(٢) وممّا جاء في آلات الدار

قال الله تعالى في ذمّ قوم: الَّذِينَ هُمْ يُراؤُنَ وَيَمْنَعُونَ الْماعُونَ

«١» والمحلات عند العرب الدلو والمقدحة والفأس والقربة والقدر، وذاك أن من كان معه ذلك حلّ حيث أراد:

لا يعدلن إتاويون تضرّبهم ... نكباء صرّ بأصحاب المحلات «٢»

وقيل: أشبه امرأ بعض بزه وكل سلعة لا تشبه صاحبها سرقة. وقيل: إستبن حزم الرجل بمتاع بيته. وأراد رجل أن يمدح رجلا عن خالد بن عبد الله، فقال: دخلت عليه فوجدته أثرى الناس دارا وآلة وأثاثا وفرشا، فقال خالد هذه حالة من لم تدع فيه شهوته للكرم والمعروف موضعا.

ودعا بعض الناس حكيما إلى داره وهي في غاية الفرش والرجل في غاية الجهل، فبزق الحكيم في وجهه فغضب الرجل، فقال الحكيم: طلبت موضعا في دارك أبزق فيه فلم أجد موضعا أقبح من نفسك فجعلتها موضعا لبزاقي، إذ كان من شرطه أن يقذف في أخس ما كان. قال شاعر في وسادة منقوشة:

ومكسورة حمرا كأن متونها ... نسور لدى جنب الخوان جموح

وقال:

ومكسورة باثنين وهي صحيحة ... حبيب إلى كلّ النفوس التزامها

وقيل: في الفراش الطبري فضيلتان برد صفحته ومجانسة لونه لون السماء فالنفس تسكن إليه من الجهتين.

الفرش المصوّرة

كان صلّى الله عليه وسلّم إذا رأى صورة في ثوب قصّه ونهى عن التصاوير. وبعث كسرى إلى أبي سفيان بوسادة مصورة فجعلها على رأسه فاستحمقه، وقال قد بعثتها إليك لتقعد عليها، قال: قد علمت ولكن رأيت عليها صورة الملك فوضعتها على أكرم أعضائي، قال الببغاء في فأرة مصورة:

أنظر إلى صورة لو أنها علمت ... بمن تشبه لم تظهر لبانيها

<<  <  ج: ص:  >  >>