للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فأنالني ما أرتجي ... وأجار ممّا أتّقي

فلأغفرنّ له الكبير ... من الذّنوب السّبق

حتّى جنايته بما ... فعل المشيب بمفرقي

وقال آخر:

ربّما أحسن الزما ... ن وإن كان قد أسا

وقال وهو الصدق:

وآخر إحسان الليالي إساءة ... على أنّها قد تتبع العسر باليسر

أصحاب الرّجاء والخوف

قال شاعر:

في كلّ شيء أرتجي مخافة ... في كلّ شيء أشتهيه آفه

[فضل العافية وسلامة الدين]

قال النبي صلّى الله عليه وسلّم: من أصبح آمنا في سربه معافى في بدنه عنده قوت يومه فكأنما حيزت له الدنيا. وقيل: أراني غنيّا ما كنت سويّا. وقيل: من أوتي العافية فظنّ أن أحدا أوتي أكثر منه فقد قلّل كثيرا وكثرّ قليلا.

وقيل: صلاح الآخرة بخلّة واحدة وهي التقوى وصلاح الدنيا بثلاث: العافية والغنى والعمر.

وقيل: العافية الملك الخفيّ الهنيء. وقيل: الدنيا بحذافيرها الأمن والعافية.

لا تأس من دنيا على فائت ... وعندك الإسلام والعافيه

إن فات شيء كنت تسعى له ... ففيهما من خلف كافيه

[معرفة فضل السلامة عند فوتها]

قيل: لا يعرف طعم النعمة إلا من نالته يد العلّة والبلاء:

فبضدها تتميّز الأشياء

وقيل: شيئان لا يعرف فضلهما إلا من فقدهما الغنى والعافية. وقال أبو تمّام:

وليس يعرف طيب الوصل صاحبه ... حتى يصاب بنأي أو بهجران

وقلب المتنبّي هذا المعنى فقال:

ولولا أيادي الوصل في الجمع بيننا ... غفلنا فلم نشعر له بذنوب «١»

وقال حكيم: كم من نعمة عرفت ببليّة نزلت ونعمة جهلت بسلامة لبثت.

<<  <  ج: ص:  >  >>