للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فسق بعضهم بغلام وكان عليه خف فقال: له إنزع خفك، فقال أخاف أن ينتقض وضوئي. وقال بعضهم: أدخلت قحبة على جماعة فشارطوها كل فرد بدرهم وواحد يصلي ويقول سبحان الله ويشير إني أريد فردين بدرهم.

ذمّ الرياء

قال النبي صلّى الله عليه وسلّم: إن أخوف ما أخاف على أمتي الرياء الظاهر والشهوة الخفية. وقال أمير المؤمنين: لا تفعل شيئا رياء ولا تتركه حياء. وقيل: أعظم الرياء حب المحمدة.

وقيل: إذا عمل الرجل العمل وكتمه وأحب إعلام الناس أنه كتمه فذلك أقبح الرياء.

وكان الشبلي إذا رأى من يدعي التصوّف يقول: ويلكم لا تفتروا على الله كذبا فيسحتكم بعذاب.

وقال أبو نواس:

وإذا نزعت عن الغواية فليكن ... لله ذاك النزع لا للنّاس «١»

وقال لقمان لابنه: اتق الله ولا تري الناس أنك تخشاه ليكرموك وكان الناس يراؤون بما يفعلون. فصاروا يراؤون بما لا يفعلون وقيل ما الدخان بادل على النار من ظاهر أمر الرجل على باطنه قال شاعر:

إن التخلّق يأبى دونه الخلق

وقيل:

له سمت أبي ذر ... على قلب أبي جهل «٢»

ذمّ متنسّك طمعا في عرض الدنيا

قال صلّى الله عليه وسلّم: أكثر منافقي هذه الأمة قراؤها. وقال الحسن بن علي رضي الله عنهما: إن الناس عبيد المال والدين نعو على ألسنتهم يحوطونه ما درت به معايشهم فإذا فحص للإبتلاء قل الديانون. ويقال: إن بلال بن أبي بردة وفد على عمر بن عبد العزيز فجعل بديم الصلاة، فقال عمر: ذلك للتصنع، فقال له العلاء: أنا آتيك بخبره فجاءه وهو يصلي، فقال له: مالي عندك إن بعثت أمير المؤمنين على توليك العراق، قال: عمالتي سنة وكان مبلغه عشرين ألف درهم، فقال: أكتب به خطك فكتب إليه، فجاء العلاء إلى عمر فأخبره، فقال: أراد أن يغرنا بالله.

ودخل على المنصور رجل بين عينيه كركبة البعير يريد القضاء، فقال: إن كنت أبررت الله بهذا فما ينبغي لنا أن نشغلك عنه، وإن كنت أردت خداعنا فما ينبغي أن ننخدع لك.

قال شاعر:

لا تصحبنّ صحابة ... حلقوا الشوارب للطمع

<<  <  ج: ص:  >  >>