للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أطعمت أطعمت طيبا وإن وقعت على عودة لم تنكسر. وقالت امرأة العزيز: الحمد لله الذي جعل العبيد بطاعته ملوكا والملوك بمعصيته عبيدا.

وقيل: المحسن في معاده كالغائب يرد إلى أهله مسرورا والمسيء كالآبق يرد مأسورا.

وقيل في قوله صلّى الله عليه وسلّم: نية المرء خير من عمله، أي خير يعد من عمله وليس من للتفصيل. وقال ابن عباس: كنا نحدث عن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم قبل أن يركب الناس الصعب والذلول فلما ركبوهما أقلنا.

وقال الزهري: حدثني فلان وفلان قبل تلاطخ الأحاديث. وقال الحسن: يا ابن آدم تحب الصالحين وتفر من أعمالهم وتبغض الفجار وأنت منهم. وعن بعضهم أنه قال: ما معي من الصلاح غير حبي لأهله. وقال صلّى الله عليه وسلّم: المرء مع من أحب.

(٢) وممّا جاء في المذاهب المختلفة

[اختلاف أقوال غير أهل الكتاب في العالم]

قال أهل الدهر جميعا: العالم كله قديم الطينة والصنعة وأهل هذه المقالة مختلفون، فمنهم من قال إنه أربعة أشياء حر وبرد ويبس وبلة ومعها روح سائح في جميعها يديرها ويصورها ولا أول له ولا آخر، وقال آخر: الأشياء صنعت نفسها وصنعت بعضها بعضا.

وقالت السمنية: لم تزل الأشياء منتقلة كانتقال البيضة من الدجاجة والدجاجة من البيضة.

وقال بلعام بن باعوراء: العالم قديم وله مدبر خلافه في جميع معانيه. وقال بعض الملحدة العالم جوهرة قديمة وهي في ذاتها واحدة لا اختلاف فيها ولكنها تختلف على قد الالتقاء والمماسة وعلى الحركات فتصير رطوبة وحر أو برد أو يبسا. وقال أرسطو: الهيولى أصل طينة العالم قديمة ومعناها أصل الشيء كالفضة أصل الدراهم. وقال الصابئون: النور قديم لم يزل وهو خالق الظلمة.

وقالوا: الشيطان كلمة الله لا خلقه وزعموا أن الظلمة تقب على النور امتزاجا فما كان من خبر فمن الله وعمله ومن شر فمن الشيطان. وقول المجوس مثله لكنهم تفردوا أنهم زعموا إن النور يخلق كل حسن والظلمة تخلف كل قبيح. وقالت الجرمية: أصل العالم النور فمسخ بعضه بعضا فاستحالت ظلمة. وقالت الثنوية بالنور والظلمة. وأن للنور خمسة أجناس، الضياء والنسيم والماء والنار والروح. والظلمة خمسة أشياء الدخان والحريق والظلمة والسموم والضباب، فخالط الدخان النسيم وخالط الحريق النار وخالط النور الظلمة وخالط الريح السموم وخالط الضباب الماء، فما كان محمودا منها فمن النور أو مذموما فمن الظلمة. وزعموا أن هذه

<<  <  ج: ص:  >  >>