للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قرب كبشا، ومن راح في الساعة الرابعة فكأنما قرب دجاجة، ومن راح في الساعة الخامسة فكأنما قرب بيضة.

[وجوب الجمعة]

قال النبي صلّى الله عليه وسلّم: إن الله فرض عليكم الجمعة في عامكم هذا في شهركم هذا في يومكم هذا إلا من تخلف عنها في حياتي أو بعد وفاتي، ألا لا جمع الله شمله ولا بارك له في أمره. ألا لا صلاة له، ألا لا زكاة له، ألا لا حج له. وقال: الجمعة واجبة على كل مسلم إلا امرأة أو صبيا أو مملوكا. وقال: من ترك ثلاث جمعات متواليات طبع الله على قلبه.

وروى أبو هريرة رضي الله عنه من علم أن الليل يؤوبه إلى أهله فليشهد الجمعة.

وقال: إذا جاء أحدكم الجمعة والإمام يخطب فليصلّ ركعتين قبل أن يجلس.

[النهي عن تأخير الصلاة عن وقتها]

قال صلّى الله عليه وسلّم: الصلاة في أول الوقت رضوان الله وفي آخر الوقت عفو الله. وقال وكيع:

من لم يأخذ أهبة الصلاة قبل وقتها فما وقرها. وقال رجل لابنه وهو مسافر: إياك وتأخير الصلاة عن وقتها فإنك تصليها لا محالة فصلها وهي تقبل. وقام بشر المريسي من مجلس المأمون للصلاة، فقال له علي بن صالح: أتقوم وأمير المؤمنين جالس؟ فقال: هذا وقت ليس لمخلوق فيه طاعة، فقال المأمون: صدق. وكان الحجّاج يخطب فأطال، فقام إليه رجل، فقال: إن الوقت لا ينتظرك والرب لا يعذرك. وقال ثعلب: ما يكاد وقت الصلاة إلا تذكرت قول أبي تمّام:

وأحق الفتيان أن يقضي الد ... ين امرؤ كان للإله غريما

الحثّ على المحافظة على الصلوات

قال الله تعالى: حافِظُوا عَلَى الصَّلَواتِ وَالصَّلاةِ الْوُسْطى

«١» . قيل هي العصر، وقيل هي العشاء. وقال صلّى الله عليه وسلّم: الصلاة عماد الدين. وقال: أقرب ما يكون العبد من ربه وقت صلاته ولذلك أمر بالدعاء في عقبها. وقيل: إذا كان يوم الجمعة بعث إبليس شياطينه إلى الناس بالركائب أي يذكرونهم الحاجات.

بركة الصلاة وفضل التهجّد

كان صلّى الله عليه وسلّم إذا أصاب أهله خصاصة، أمرهم بالصلاة. ويقول: بهذا أمرني ربي. قال تعالى: وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلاةِ وَاصْطَبِرْ عَلَيْها

«٢» لا نَسْئَلُكَ رِزْقاً نَحْنُ نَرْزُقُكَ وَالْعاقِبَةُ لِلتَّقْوى

«٣» وقال تعالى: إِنَّ الصَّلاةَ تَنْهى عَنِ الْفَحْشاءِ وَالْمُنْكَرِ

«٤» .

<<  <  ج: ص:  >  >>