للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الجنة فجعل سفيان يقولها ويعدها في يده ثلاثا وأي ثلاث، فقال جعفر: قد والله عقلها وفهمها.

الحثّ على حفظ معنى الإستغفار ومراعاته دون التّفوّه به

قال أبو عبد الرحمن المقري: سمعني سوار الراهب وأنا أستغفر الله. فقال لي: يا فتى، سرعة اللسان بالإستغفار توبة الكذابين. وقالت رابعة: أستغفر الله من قلّة صدقي في قولي أستغفر الله وقيل من قدم الإستغفار على الندم كان مستدعيا.

الحثّ على الأدعية وإنها متضمّنة للإجابة

قال النبي صلّى الله عليه وسلّم: من أعطي أربعا أعطى أربعا. وهي في كتاب الله من أعطى الذكر ذكره الله لقوله تعالى: فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ

«١» . ومن أعطي الدعاء أعطى الإجابة لقوله تعالى:

ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ

«٢» . ومن أعطى الشكر أعطي الزيادة لقوله تعالى: ولَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ

«٣» ومن أعطى الإستغفار أعطي المغفرة لقوله تعالى: اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كانَ غَفَّاراً

«٤» . وقال صلّى الله عليه وسلّم: حصنوا أموالكم بالزكاة وادفعوا البلاء بالدعاء.

الحثّ على فعل ما يقتضي إجابة الدعاء

قال بعضهم: لا تستبطئ الإجابة من دعائك وقد سددت طريقه بالذنوب. وقيل لمالك بن دينار: ادع الله لفلان المحبوس. فقال: مثل محبوسكم مثل شاة غدت إلى عجين فقير فأكلته فاتخمت، فصاحبها يقول: اللهم سلمها. وصاحب العجين يقول: اللهم أهلكها، ولا ينفع دعاء صاحبها مع دعاء المظلوم، فقولوا لصاحبكم يرد إلى كل ذي حق حقه، فإنه لا يحتاج إلى دعائي حينئذ قال طاوس: يكفي من الدعاء مع الورع ما يكفي العجين من الملح.

وقيل: ثلاثة لا يستجاب لهم دعوة رجل كانت له امرأة يدعو عليها، فيقول: ألم أجعل أمرها بيدك، ورجل جالس في بيته يقول اللهم ارزقني، فيقول: ألم آمرك بالطلب، ورجل له مال فأفسده ثم يقول إخلفه لي، فيقول: ألم آمرك بإصلاح المال.

ورأى أعرابي ظالما يدعو فقال: يا هذا إنما يستجاب لمظلوم أو لمؤمن ولست بأحدهما وإنّي أراك تخف لديك العيوب وتخفى عليك الغيوب.

[مدح الإستغفار بالأصابع]

قال النبي صلّى الله عليه وسلّم: إذا سألتم الله فاسألوه ببطون أكفكم، وإذا استعذتموه فاستعيذوا بظاهرها. وقالت عائشة رضي الله عنها: استغفروا الله بأصابعكم التي كسبتم بها الذنوب.

<<  <  ج: ص:  >  >>