للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقال يزيد بن المهلّب لابنه، حين استخلفه على خراسان «١» : إذا كتبت كتابا فأكثر النظر فيه، فإنما هو عقلك تضع عليه طابعك، وإن كتاب الرجل موضع عقله، ورسوله موضع رأيه.

بقاء الخطّ

قال بعض الشّعراء

وما من كاتب إلا استبقى ... كتابته وإن فنيت يداه

فلا تكتب بخطّك غير شيء ... يسرّك في القيامة أن تراه

وقال الخليل:

كتبت بخطّي ما ترى في دفاتري ... عن النّاس في عصري وعن كلّ غابر

ولولا عزائي أنّه غير خالد ... على الأرض لاستودعته في المقابر

فضل الخطّ المستحسن

قيل في قوله تعالى: يَزِيدُ فِي الْخَلْقِ ما يَشاءُ

«٢» إنّه الخطّ الحسن. قال الشاعر:

أضحكت قرطاسك عن جنّة ... أشجارها من حكم مثمره

مسودّة سطحا ومبيضّة ... أرضا كمثل الليلة المقمره

ونظر الحسن بن رجاء إلى خطّ حسن فقال: خطّك منتزه الألحاظ ومجتنى الألفاظ فلان فصيح القلم.

ونظر أعرابي إلى إسماعيل وهو يكتب بين يدي المأمون، فقال: ما رأيت أطيش من قلمه وأثبت من حكمه.

وقال ابن المعتزّ:

إذا أخذ القرطاس خلت يمينه ... تفتح نورا أو تنظم جوهرا

وقيل لبعضهم: كيف ترى إبراهيم الصولي؟ فقال:

يولّد اللؤلؤ المنثور منطقه ... وينظم الدرّ بالأقلام في الكتب

وتحاكم إلى الحسن بن سهل صبيّان في خطّيهما، فقال لأحدهما: خطّك تبر مسبوك «٣» ، وقال للآخر: خطّك وشي محوك «٤» ، وقد تسابقتما إلى غاية فوافيتما في نهاية.

<<  <  ج: ص:  >  >>