للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[الإستسقاء]

اللهم أسقنا غيثا مريعا ريعا مجللا مجلجلا سحا سفوحا طبقا غدقا ودقا. فسمع أعرابي ذلك فقال: أخشى الطوفان ورب الكعبة دعني يا نوح آوي إلى جبل يعصمني من الماء.

وقال النبي صلّى الله عليه وسلّم: اللهم إنك حبست عنا مطر السماء فذاب الشحم وذهب اللحم ورق العظم، فارحم أنين الآنة وحنين الحانة. اللهم إرحم تحيرها في مراتعها وحنينها في مرابضها.

وصعد عمر المنبر للإستسقاء فلم يزد على الإستغفار، فقيل له: إنك لم تستسق، فقال: قد استسقيت بمجاديح «١» السماء. ذهب إلى قوله تعالى: فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كانَ غَفَّاراً يُرْسِلِ السَّماءَ عَلَيْكُمْ مِدْراراً

«٢» .

وخرج سليمان بن عبد الملك يستسقي فسمع أعرابيا يقول:

ربّ العباد مالنا ومالكا ... قد كنت تسقينا فما بدا لكا

أنزل علينا الغيث لا أبا لكا

فضحك سليمان، وقال أشهد أنه لا أبا له ولا صاحبة ولا ولد.

أنواع شتّى من ذلك

اللهم إني أعوذ بك من أن تحسن في العيون علانيتي وتقبح في الخفيات سريرتي.

اللهم كما أسأت وأحسنت إليّ فإن عدت فعد عليّ. وكان الحجاج إذا تلا قوله تعالى:

رَبِّ اغْفِرْ لِي وَهَبْ لِي مُلْكاً لا يَنْبَغِي لِأَحَدٍ مِنْ بَعْدِي

«٣» يقول: كان سليمان حسودا، وإذا تلا قوله تعالى: اجْعَلْنِي عَلى خَزائِنِ الْأَرْضِ

«٤» قال: أحب يوسف الإمارة يا من يغضب على من لا يسأله لا تحرم من قد سألك.

وقال الأصمعي: سمعت أعرابية تدعو على ظالم لها: اللهم أشفني منه في الدنيا فإني في الآخرة عنه مشغولة، اللهم لا تنزلني منزل سوء فأكون امرأة سوء، اللهم أصلحني قبل الموت وأرحمني عند الموت واغفر لي بعد الموت. وقال أعرابي وقد صلّى: اللهم عفرت لك جبيني وبسطت إليك يميني فانظر ما تعطيني. وقال مالك بن دينار: اللهم سهّل لي المجاز ويسّر لي الجواز. ومن دعاء موسى بن جعفر عليهما السلام: اللهم أفرغني لما شغلتني له ولا تشغلني بما تكفلت لي به يا رب العالمين.

<<  <  ج: ص:  >  >>