للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقال آخر:

بلى كلّ من تحت التراب بعيد

وقال آخر:

ومن نصب المنون بعيد

قال النابغة:

حسب الخليلين نأي الأرض بينهما ... هذا عليها وهذا تحتها بالي

[الغفلة عن الموت]

قال النبي صلّى الله عليه وسلّم: كان الحق على غيرنا وجب، وكان الموت على غيرنا كتب، وكان من نشيع من الأموات سفر عما قليل إلينا راجعون نبوئهم أجداثهم ونأكل تراثهم كأنّا مخلدون بعدهم. وقال الحسن ما رأيت يقينا لا شك فيه أشبه بشك لا يقين فيه من الموت، أخذه محمد بن وهب، فقال:

تراع لذكر الموت ساعة ذكره ... وتعترض الدنيا فتلهو وتلعب

يقين كان الشكّ غالب أمره ... عليه وعرفان إلى الجهل ينسب

وقال الحسن وهو في جنازة: يا قوم لو أن هذا الرجل أخذه سلطانكم لفزعتم.

قالوا: بلى. قال: قد أخذه ربكم فلم لا تفزعون.

وقيل: من لم يرتدع بالموت وبالقرآن، ثم تناطحت الجبال بين يديه، لم يرتدع.

وقال عمر بن عبد العزيز في خطبته: ما هذا التغافل عما أمرتم به والتسرع إلى ما نهيتم عنه، إن كنتم على يقين فأنتم حمقى وإن كنتم على شك فأنتم هلكى. قال أبو العتاهية:

الموت لو صحّ اليقين به ... لم ينتفع بالموت ذاكره

وقال محمد بن بشير:

يا حسرتي في كلّ يوم مضى ... يذكرني الموت وأنساه

وقال الموسوي:

ونأمل من وعد المنى غير صادق ... ونأمن من وعد المنى غير كاذب

نراع إذا ما شيك أخمص بعضنا ... وأقدامنا من بين شوك العقارب

[الأجل حائل بين الإنسان والأمل]

قيل: لو ظهرت الآجال لافتضحت الآمال ووجد حجر بدمشق مكتوب عليه: يا ابن آدم لو رأيت ما بقي من أجلك لزهدت في طول أملك.

وقال أمير المؤمنين: إنكم في أجل محدود، وأمل ممدود، ونفس معدود، ولا بد للأجل أن يتناهى وللأمل أن يطوى وللنفس أن يحصى.

وقيل لحكيم: ما أبعد الأشياء من الناس؟ قال: الأمل، فقيل: وما أقرب الأشياء منهم؟ فقال: الأجل.

<<  <  ج: ص:  >  >>