للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقيل لبعض الشطرنجيين ذلك، فقال: شاه مات.

[الكفن]

لما حضرت زياد الوفاة، قال له ابنه: يا أبت قد هيأت لك ثوبين لكفنك، فقال: يا بني قد دنا من أبيك لباس هو خير من هذا، أو سلب هو شر منه. وأوصى عبد الوهاب الأفريقي أن يكفّن في عباءته وقال: إني ختمت فيها ثلاثة آلاف ختمة.

الطّواعين

الطواعين المشهورة في الإسلام خمسة منها: طاعون شبرويه في المدائن سنة ست من الهجرة، وطاعون عمواس في أيام عمر بن الخطاب رضي الله عنه، وطاعون الجارف سنة تسع وستين في شوال هلك في ثلاثة أيام كل يوم سبعون ألفا، مات لأنس بن مالك فيه ثلاث وثلاثون ابنا، ولعبد الرحمن بن أبي بكر أربعون ابنا، ومنها طاعون سنة إحدى وثلاثين ومائة، كان يحصى في المربدة كل يوم عشرة آلاف جنازة.

وقال بعضهم: رأيت في المنام في أيام الطاعون أنه أخرج من داري اثنتا عشرة جنازة وكنا اثنتي عشرة نفسا فمات منّا أحد عشر، فما شككت في أني تمام العدة، فخرجت يوما وعدت إلى داري فإذا لصّ قد دخل الدار يسرق ما فيها، فطعن ومات من ساعته فأخرجنا جنازته. ومات أهل دار ولم يبق فيها أحد فدخلوا الدار بعد أربعة أشهر، فإذا صبي في الدار يحبو، فنظروا فإذا كلبة تأتيه وترضعه، وكانت الدار تصبح وفيها خمسون وتمسي وليس فيها أحد. وقال بعضهم: تزوجت بامرأة ودخلت بها في أهلها، فخرجت وهي في عشيرتنا، فعدت فوجدتهم قد ماتوا كلهم وكان لا يجزع أحد على أحد لخوف كل أحد على نفسه.

وأول ما أحدث: كيف أصبحت؟ وكيف أمسيت أيام الطاعون.

[من استصوب الهرب من الطاعون]

تقدّم خبر عمر مع المغيرة في أول الكتاب، وأراد هشام أن يهرب من الطاعون فقيل له: لا تخرج فالخلفاء لا يطعنون. ولم يسمع بخليفة مات مطعونا قط، فقال لهم: أتريدون أن تجربوا ذلك فيّ.

[النهي عن ذلك]

كتب بعض عمال عمر إليه: إن الطاعون قد نزل بنا فإن رأى أمير المؤمنين أن يأذن لنا في إتيان قرية خربة، فوقّع في كتابه: إذا أتيت القرية الخربة فسلها عن أهلها والسلام.

وكتب شريح إلى صديق له هرب إلى النجف من الطاعون: إن المكان الذي أنت فيه يعين من لا يفوته طلب ولا يعجزه هرب، والمكان الذي خلفت لا يعجل إلى امرئ حمامه، وأنت وهم على بساط واحد وإن النجف من ذي قدرة لقريب.

<<  <  ج: ص:  >  >>