للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وحكي أن علوية الشاعر اجتمع عليه الصوفية، وقالوا له أنت أنشدت:

طاب لنا الرفض بغير حشمه

فقال: إنما قلت: طاب لنا الرقص فرضوا عنه وانصرفوا.

[تغيير كتابة قليلة يغير بها المعنى]

خرج توقيع عن الرشيد إلى بعض أوليائه، باقطاع مائة ألف وألف دينار إلى الريّ فدفع إلى معين لنسخه وطلب رسما من صاحبه، فامتنع. فزاد المعين ألفا وجعله أو ألف دينار. فلما أخرج وأوصله إلى العامل، قال: لك ما فيه توفير السلطان من أحد هذين.

فقال: إنما أمر لي بهما. فاسترجع التوقيع وعاد به إلى الحضرة، فلما رآه الرشيد، ضحك وقال: لعلّك لم ترض الكاتب فأصلحه. وعلّق ستر على باب أم جعفر وكان قد أمر أن يكتب عليه السيدة الميمونة المباركة، فأغفل المطرّز الراء فدخل الرشيد فرآه وقرأ مناكة، فضحك وأمر أن يمزّق.

وقال الصاحب: لا ينبغي أن يخاطب النساء بحراستها ونظرها ولا عقلها لأنه لا يؤمن أن يصحف بحراستها وبظرها وعفلها. ودفع المعروف بصخرة دبير قصة إلى الصاحب يستوهب منه شيئا. وفي آخر القصة فعل إن شاء الله فزاد الصاحب فيه ألفا وجعله أفعل إن شاء الله. وقال: خذها فقد وقعت لك. فأخذ صخرة دبير القصة فتأمّلها فلم ير توقيعا، فراجعه مرتين كل ذلك يقول: قد وقعت فيه حتى أراه الصاحب ما أثبته من الألف.

من صحّف عند رئيس بما أضحك

قرأ بعضهم عند رئيس: جاضرطي، إنما هو حاضرطي. وحضر أحمد بن أبي خالد وزير المأمون يتتبع القصر، فأخذ قصة فقرأ أحمد الثريدي وإنما هو البريدي.

فقال المأمون: يا غلام احضر لأبي العباس طعاما فإنه جائع وعزم عليه ليأكل فأكل، ثم عاد فمرّ بقصة فيها فلان الحمصي فقرأ الخبيصي فقال المأمون: يا غلام أظن أن طعامه كان مبتورا عن الحلواء، أحضره خبيصا فأتي بجام فامتنع. فقال: عزمت عليك لتأكلن فأكل ثم لم يعثر بعد.

والذي قرأوانا فداؤك من الشّوكله إنما هو من السوء كلّه.

والذي قرأ على أمير المؤمنين الخليفة انعظ على أمير المؤمنين إنما هو ابعط أي أبعد.

وقال بعضهم: حضرت مجلس قاضي القضاة عبد الجبار فقال له بعض العلوية الكبار: ما هذا الذي يقوله النحار في كتبه الكس بالكسب، أراد الكسب فضحك كل من عنده فأنشد فيه:

إذا الغصن لم يثمر وإن كان شعبة ... من المثمرات اعتده النّاس في الحطب

<<  <  ج: ص:  >  >>