للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قال الباذاني:

ورق فوقها دنانير صفر ... قد علت من زبرجد أنبوبا

وبالفارسية نركس ازمرددشه مرواريد فردوسته زوش كرميان بسته فنظموه بالعربية فقالوا:

وياقوته صفراء في رأس درّة ... مركّبة في قامة من زبرجد «١»

[ريحة]

قال ابن الرومي:

يا حبّذا النرجس ريحانة ... لأنف مغبوق ومصبوح

كأنّه من طيب أرواحه ... ركّب من راح ومن روح «٢»

قال ابن طباطبا:

نرجسه ينسى الورى شكله ... مثل حبيب فاتن دلّه

نسيمه كالرّاح لو يحتوي ... والروح لو يعقد منحلّه

[فضل الورد ومحبته]

قيل: إن ملك بابل أهدى إلى ملك أضول وردة، فأنكر ما رأى من شوكها وكافأه بأصول الغبيراء، لأن زهرتها تولد داء عظيما إذا شمت. فلما أينعت أصول الورد عنده سرّ به، فندم على ما كان منه فأهدى إليه شجر الخلاف وهو دواء لما تولده الغبيراء. وقيل: كان المتوكل حرّم الورد على جميع الناس، وقال: لا يصلح للعامّة فكان لا يرى إلا في مجلسه.

وكان في أيامه يلبس الثياب الموردة ويفرشها ويورّد جميع الآلات ورفع صاحب الخبر إلى المأمون أنّ حائكا يعمل العام كله لا يتعطّل في عيد ولا جمعة، فإذا طلع الورد طوى عمله وغرّد بصوت وقال:

طاب الزمان وجاء الورد فاصطبحوا ... ما دام للورد أزهار وأنوار

فإذا شرب مع ندمائه غنّى:

أشرب على الورد من حمراء صافية ... شهرا وعشرا وخمسا بعدها عددا

فلا يزال في صبوح وغبوق ما بقيت وردة فإذا انقضى عاد إلى عمله وأنشد:

فإن يبقني ربّي إلى الورد أصطبح ... وندمان صدق حاكة ونبيط

فقال المأمون: لقد نظر الورد بعير جليلة فينبغي أن نعينه على هذه المروءة. وأمر أن يدفع إليه في كل سنة عشرة آلاف درهم. وقال الحسين رضي الله عنه: حباني رسول الله صلّى الله عليه وسلّم بكلتي يديه وردة وقال إنه سيد رياحين الجنّة ما خلا الآس.

<<  <  ج: ص:  >  >>