للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الحرب الخفي أن تقرب النخلة من النخلة وهو كما قيل: الحرب الخفيّ إذكار الإبل. وقال بعض البصريين: النخلة تقتل نفسها سنة وصاحبها سنة لأنها تحمل سنة كثيرا وسنة قليلا قال شاعر:

لنا على دجلة نخل منتخل ... نسلفه ماء فيعطينا عسل

مسطر على قوام معتدل ... يسقى بماء وهو شيء في الأكل

وقال أحيحة بن الجلاح وكان قومه لاموه في ابتياعه النخيل:

يلومونني في اشتراء النّخيل قو ... مي وكلّهم يعذل

تغشى الحبوب بأذنابها ... ويجلب من ضرعها من عل

نعم لعمّكم نافع ... وطفل لطفلكم يؤمل

هي المال والظلّ حق الظلي ... ل والمنظر الأحسن الأجمل

وقيل: سمّي النخل نخلا لأنه منتخل.

ذمّ النخل ووصف الرديء منه

عاب أعرابي النخل فقال: صعبة المرتقى بعيدة الهوى، مهولة المجتنى، دقيقة السلاء، شديدة المؤونة، قليلة المعونة، خشنة المس، ضئيلة الظل.

وأهدى رجل إلى جحظة «١» نخلة زعمها قرشية، فغرسها ولم يزل يتعاهدها حتى حملت، فإذا هي دقلة. فجاء الرجل فسأله عنها فقال: ما فعلت قرشيتك؟ فقال: هي قرشية من ولد زياد.

قال بعضهم في نخلة قطعت فجعلت جذوعا:

إلى الله أشكو هجمة هجرية ... تحرمها مرّ السنين الغوابر «٢»

فأضحت رذايا تحمل الطين بعدما ... تكون غنى للمقترين المفاقر

خرص «٣» النخل والكرم

كان لخثعمة البكارى نخيل فجاء خارص، يخرص عليه فأخذ فاسا وجعل يضرب أصولها، ويقول أقطعها فاستريح، فقال عريفه أكفف فليس عليك إلا الحق فقال:

لئن كان هذا الخرص فيكن دائب ... فأبعدكنّ الله من نخلات

أفي كل عام خارص غير عادل ... تصعّد من أفعاله زفراتي

<<  <  ج: ص:  >  >>