للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

كأنّهم فقع بدوّية ... ليس لهم قبل ولا بعد

وهجا بعضهم بني عدي فقال:

ليس لهم مجد سوى مسجد ... به تعدوا فوق أطوارهم

لو هدم المسجد لم يعرفوا ... يوما ولم يسمع بأخبارهم

وقال عمر الخارق:

قد رأينا حسن سابا ... طك والدار الجليله

وعلمنا أنّ فيها ... كلّ ما يكفي قبيله

غير أنّ الجنّ لا تحسن ... في خبرك حيله

وقال:

يا من تشرّف بالبنيان يرفعه ... ليس التشرّف رفع الطين بالطّين

إذا أردت شريف النّاس كلّهم ... فانظر إلى ملك في زيّ مسكين

وقال مسكويه:

لا يعجبنّك حسن القصر تنزله ... فضيلة الشمس ليست من منازلها

[الجار]

قيل: الجار قبل الدار، والرفيق قبل الطريق. وكان ابن المقفع بجنب داره دار، وكان يستامها «١» وصاحبها يمتنع من بيعها. فاتفق أن ركب صاحب الدارين واحتاج إلى بيعها فعرضت عليه. فقال: ما قمت إذا بحرمة الجوار إن رغبت من ابتياعها بعد أن باعها معدوما. وحمل إليه ثمن الدار وقال: بقّ دارك عليك ورد هذا على دينك.

وساوموا جارا لفيروز على داره بثمن فقال: هذا ثمن الدار فأين ثمن الجوار؟ قالوا:

وهل يباع الجوار؟ قال: نعم لا أبيعه إلا بإضعافه دراهم فبلغ فيروز فأرسل إليه بثمن الدار.

هدم دور السلاطين المتقدّمة

قيل لابن الزبير: أهدم دور بني أمية. قال: لا أفعل إن ظفرت بهم فهي مبنية أفضل وإن عطفت عليهم بأرحامهم فهو أجمل. فلما قتل ابن الزبير لم تمس لهم لبنة ولما همّ أهل البصرة بهدم دار زياد وانتخاب أهلها، قال الحسن رضى الله عنه: قلّ بلدة خربت الدار التي بنيت عليها إلا خربت وإن البصرة بنيت على دار زياد، فانتهوا عن ذلك.

[بيع الدار وابتياعها]

قيل: لتكن الدار أول الشيء الذي يبتاع وآخر ما يباع. وقيل للأحنف: أي المال أبقى وأوفى؟ فقال: المساكن والأرضون.

<<  <  ج: ص:  >  >>