للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقال آخر:

السيف إن قرّ في الغمود صدا

وقيل: الإغراب يعيد الجدّه ويفيد الحدّه، إذا أخلقك الوطن جددك الظعن لا يألف الوطن إلا ضيق العطن.

وقال يزيد بن المهلّب:

وإنّ لزوم قعر البيت موت ... وإن السير في الأرض النشور

[النهي عن الإقامة بمكان مخصب فيه هوان]

قال سعد بن ثابت:

ولسنا بمتلين دار هضيمة ... مخافة موت إن بنا نبت الدار «١»

وقال المتنبّي:

وما منزل اللذّات عندي بمنزل ... إذا لم أجلل عنده وأكرم

تأسّف من يلحقه إذلال فيعسر عليه الانتقال

قال شاعر:

أمالي في بلاد الله باب ... يؤدّيني إلى سبل النّجاح

بلى في الأرض متّسع عريض ... ولكنّي منعت من البراح

وما يغني العقاب عيان صيد ... إذا كان العقاب بلا جناح

وقرئ على حائط بأسد أباد:

غيرت بين عزيمتين كلاهما ... أمضى عليّ من شباة سنان

همم تشوّقني إلى طلب العلى ... وهوى يشوّقني إلى الأوطان

وقيل: إذا أعيا المقام في الوطن، أغنى الجلاء عن العطن «٢»

[إيثار اليسر في الغربة على العسر في الوطن]

قيل: اليسر في الغربة وطن، والعسر في الوطن غربة. وقيل: إذا أيسرت فكل رحل رحلك، وإذا أعسرت اجتنبك أهلك.

وقال عبد الملك للحارث: أي البلاد أحب إليك؟ فقال: ما حسنت فيه حالي وعرض فيه جاهي، لا كوفة أبي ولا بصرة أمي، خشونة الغربة مع الجدّة أوطأ من لين الموطن مع الفقر.

<<  <  ج: ص:  >  >>