للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقيل: عذابان لا يعرف قدرهما إلا من بلي بهما: السفر الشاسع والعذاب الواسع، وقال:

وإن اغتراب المرء من غير خلّة ... ولا همّة يسمو بها لعجيب

وقال مروان:

إذا ما حمام المرء حمّ ببلدة ... دعته إليها حاجة وتطرّب «١»

وقال البحتري:

وإن اغتراب المرء في غير بغية ... يطالبها من حيف دهر يطالبه «٢»

وقال الحسن رضي الله عنه في دعائه: اللهمّ إنا نعوذ بك أن نملّ معافاتك. فقيل له في ذلك، فقال: أن يكون الرجل في خفض فتدعوه نفسه إلى سفره، وقيل- ما دار من يشتاق إلى السفر بدار سلامة.

ذمّ الإقامة في غير الأهل

قيل: إذا كنت في غير قومك فلا تنس نصيبك من الذلّ، وقال:

نصيبك من ذلّ إذا كنت جاليا

وقال:

إذا كنت في قوم ولم تك منهم ... فكل ما علفت من خبيث وطيّب

الغريب كالفرس الذي زايل أرضه وفقد شربه فهو ذاو لا يثمر وذابل لا ينضر وقال الأعشى:

ومن يغترب عن قومه لا يجد له ... على من له رهط حواليه مغضبا

وتدفن منه الصالحات وإن يسئ ... يكن ما أساء النار في رأس كوكبا

وقال:

ولم أر عزّا لامرئ كعشيرة ... ولم أر ذلا مثل ناء عن الأهل

وقال أبو عيينة:

وقائلة ماذا نأى بك عنهم ... فقلت لها لا علم لي فسلي القدر

فيا سفرا أودى بلهوي ولذّتي ... ونغّصني عيشى عدمتك من سفر

وروي أنه رئي القاسم بن عبيد الله فقيل له: ما خبرك؟ فقال:

وارحمتا للغريب في البلد ... النازح ماذا بنفسه صنعا «٣»

فارق أحبابه فما انتفعوا ... بالعيش من بعده وما انتفعا

<<  <  ج: ص:  >  >>