للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

كلبا ينبح دونهم، فإن كان خيرا أشركوه وإن كان شرا تقلّده دونهم.

مشاركة الرفيق في المركوب والزّاد

قال ابن مسعود: كنّا يوم بدر ثلاثة على بعير، وكان أمير المؤمنين وأبو لبابة زميلي رسول الله صلّى الله عليه وسلّم وإذا دارت عقبتهما. قالا: يا رسول الله إركب ونمشي عنك، فيقول: ما أنتما بأقوى منّي وما أغنى بالأجر منكما.

وقال حاتم:

إذا كنت ربّا للقلوص فلا تدع ... رفيقك يمشي خلفه غير راكب

أنخها وأردفه فإن حملتكما ... فذاك وإن كان العقاب فعاقب

وقال آخر:

إذا ما خليلي ظلّ ينسل خلفها ... وفي ناقتي فضل فلا حملت رجلي

ولم يك من زادي له مثل مزودي ... فلا كنت ذا زاد ولا كنت ذا رحل

حمد الإيغال «١» في السّير والتبجّح به

قيل لرجل: كيف كان سيرك؟ قال: كنت آكل الوجه، وأغرس إذا أسحرت، وأرتحل إذا أسفرت، فأسير الموضع وأجتنب الملمع. فجئتكم بمشي سبع.

وسار ذكوان من مكة في يوم وليلة، فقدم على أبي هريرة وهو خليفة مروان على المدينة فصلّى العتمة فقال له أبو هريرة: حاج غير مقبول منه. فقال: لمه؟ فقال: لأنك نفرت قبل الزوال فأخرج كتاب مروان مؤرّخا بعد الزوال. وحذيفة بن بدر أغار على هجاء بن المنذر بن ماء السماء فسار في ليلة مسير ثمان، وفيه يقول قيس بن الحطيم:

هممنا بالإقامة ثمّ سرنا ... مسير حذيفة الخير بن بدر

ذمّ الإيغال في السّير

في الحديث: إن المنبت لا أرضا قطع ولا ظهرا أبقى. وفي الحديث: خير الأمور أوساطها. وشرّ السير الحفحفة.

قال المرار:

نقطع بالنّزول الأرض عنّا ... وبعد الأرض يقطعه النزول

[الشاحب اللون لسفره]

يقال: فلان رجيع سفر، ووقيد سهر، وقال المرار:

وغبره تهجير ركب يلفّهم ... سموم أتت دون العجائب تلفح «٢»

<<  <  ج: ص:  >  >>