للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقال:

نزلنا مكرهين بها فلّما ... ألفناها خرجنا مكرهينا

وما حبّ البلاد بنا ولكن ... أمرّ العيش فرقة من هوينا

الحنين إلى البادية والتبرّم بالحاضرة

قال بعض الأعراب المتوجهين إلى خراسان في زمن عثمان رضي الله عنه يقول:

بلغت إلى حلوان والقلب نازع ... إلى أهل نجد أين حلوان من نجد

لجثجاث أرض حين يضربه الندى ... أحب وأشهى عندنا من جنى الورد «١»

قيل لزينب أم حسانة الضبية وهي قاعدة على حافة بركة في وسط رياض وأزاهر: أما ترين حسن هذا المكان؟ فأطرقت ساعة وقالت:

أقول لأدنى صاحبي أسرّه ... وللعين دمع يحدر الكحل ساكبه «٢»

أحبّ إلينا من صهاريج ملئت ... للعب ولم تملح إليّ ملاعبه «٣»

فيا حبّذا نجد وطيب هوائه ... إذا أهضبته بالعشيّ هواضبه «٤»

وريح صبا نجد إذا ما تنسّمته ... ضحى وسرت جنح الظلام خبائبه «٥»

فأقسم لا أنساه ما دمت حيّة ... وما دام ليل عن نهار يعاقبه

ولا زال هذا القلب مسقيّ لوعة ... بذكراه حتّى يترك الماء شاربه

[الحنين إلى منزل لا يرجى لحوقه]

وقال لرجل من بني طهم:

أحنّ إلى نجد وإني لآيس ... طوال الليالي من قفول إلى نجد

وقال:

يقرّ بعيني أن أرى رملة الفضا

وقال آخر:

فلست وإن أحببت من يسكن الفضا ... بأول راج راحة لا ينالها

وقال المتنبّي:

أحنّ إلى أهلي وأهوى لقاءهم ... وأين من المشتاق عنقاء مغرب «٦»

<<  <  ج: ص:  >  >>