للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وكان ابن ليلى إذا قرى الذئب زاده ... على طارق الظلماء لا يتعبّس «١»

وقال النجاشي:

وماء كلون البول قد عاد آجنا ... قليل به الأصوات جاوزته محل

وجدت عليه الذئب يعوي كأنّه ... خليع خلا من كلّ مال ومن أهل

فقلت له يا ذئب هل لك في أخ ... يواسي بلا أثر عليك ولا نحل

فقال هداك الله للرشّد إنّما ... دعوت لمّا لم يأته تبع قبلي

فلست بآتيه ولا أستطيعه ... وهاك سقني إن كان ماؤك ذا فضل

فقلت عليك الحوض إنّي تركته ... وفي صدره فضل القلوص من السخل

فطرب فاستعوى ذئابا كثيرة ... وعدت كلانا من هواه على شغل

وقال آخر:

ينام بإحدى مقلتيه ويتّقي ... بأخرى الأعادي فهو يقظان نائم

وقال كعب بن زهير وكان قد رامه قومه أن يشتري غنما:

تقول حياي من عوف ومن جشم ... يا كعب ويحك لم لا تشتري غنما

من لي بهنّ إذا ما أزمة جلبت ... ومن أويس إذا ما أنفه رزما

أخشى عليها كسوبا غير مدّخر ... عاري الأشاجع لا يشوي إذا ضغما «٢»

إن يغد في سرعة لا يثنه بهر ... وإن عدا واحدا لا يتّقي الظلما «٣»

وقيل: أغدر وأخبث وأكسب من ذئب، وقيل: من استودع الذئب ظلم.

[الخنزير]

إنما أظهر الله تحريمه لأن كبار القبائل وملوكها تستطيبه وتأكله، ولم يكن كالقرد إذا عافته النفوس. ونظر معاوية في وجه بعض نصارى الشأم فرآه بضّا فقال الخمر على هالة الخنزير وهو ضرار. ربّما طلب عرقا مندفنا فيحقر خريب أرض ويفسد فسادا كثيرا.

وليس في ذوات الأنياب أشدّ نابا منه والذكر يقاتل في زمان هيجه ومتى قلع إحدى عينيه هلك. وأما فرخ الخطّاف وفرخ الحية فإن عينها إذا قلعت تعود صحيحة وخطمه يسمى الخرطوم تشبيها.

<<  <  ج: ص:  >  >>