للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وإنّما قال غير أزواج لأنها لا تبيض إلا أفرادا وهو موصوف بالهداية. يقال أهدى من قطاة وأصدق من قطاة.

قال ابن المعتز في وصفها عند حمل الماء إلى فرخها:

وكأنّها وغدوا قطاة صبحت ... زرق المياه وهمّها في المنزل

ملات دلاة تستقلّ بحملها ... تدآم كلكلها كصفر الحنظل

وغدت كجلمود الغداف يقلها ... واف كمثل الطيلسان المخمل «١»

وقال ذو الرمّة:

ومستخلفات من بلاد تنوفة ... لمصفرّة الأشداق حمر الحواصل

أي يستقين الماء لفراخ لم ينبت عليهن الزغب، قال حميد:

قرينة سبع أن تواترن مرّة ... ضربن فضفت أرؤس وجنوب

[الحمام]

قال المثنّى: لم أر شيئا في الرجل والمرأة إلا رأيته في الحمامة. رب حمامة لا تريد إلا ذكرها، وأخرى لا تمنع يد طالبها، وحمامة لا تزيف «٢» إلا بعد شدّة، وأخرى تزيف حالة يرومها الذكر وذكر له أنثيان يحضن معهما. وآخر يقتصر على واحدة.

وكان غرض الحمام بالجماع طلب الذرية وهو أكثر الاشياء تغزلا وتصنعا من التقبيل والتنشيط وكره كثير من الناس كونها في بيت الفارغات من النساء، خشية أن تدعوهنّ إلى طلب الرجال. وكل طائر يرجع كالقمري والفاختة والورشان واليمامة واللعوب تسمين حماما.

قال بعضهم يصف لونه:

كأنّ بنحرها والجيد منها ... إذا ما أمكنت للناظرينا

مخطا كأن من قلم دقيق ... فحط بجيدها والنحر نونا

قال أعرابي:

مزبرجة الأعناق نمر ظهورها ... مخطمة بالدرّ خضر روائع «٣»

ترى طررا بين الخوافي كأنّها ... حواشي برود أحكمتها الوشائع «٤»

<<  <  ج: ص:  >  >>