للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قال آخر:

ممّا يؤرقني ليلا ويسهرني ... من صوت ذي رعثات ساكن الدّار

كأن حماضة في رأسه نبتت ... من أوّل الصيف قد همّت بأثمار

قال ابن المعتز:

بشّر بالصّبح هاتف هتفا ... بشّر باللّيل بعد ما انتصفا

مذكرا بالصبوح هاج بها ... كخاطب فوق منبر وقفا

صفّق إما ارتياحه لسنا الفج ... ر وأما على الدّجى أسفا

وفي المثل أغير من الديك وأشجع، وشراب أصفى من عين الديك، وأسلح من دجاجة ساعة الأمن. وقيل هو كالفروج إذا كاس في الصغر وحمق في الكبر وقال النبي صلّى الله عليه وسلّم: نعم متاع البيت الدجاج يقرين الضيف، ويعنّ على نوائب الدهر.

[الحباري]

«١» تنحسر دفعة واحدة فيبطئ نبات ريشها فربما تموت كمدا، ولذلك قال الشاعر:

وزبد ميت كمد الحبارى

وقيل: مسلاحها سلاحها، وذلك إن لها خزانة بين دبرها وأمعائها، إذا دنا الصقر رمته به فيلتزق ريشه. فهي في سلاحها كالظّربان في فسائه، والعقرب في إبراتها. وهي حسناء اللون ترتبط لحسنها وهي أحسن الطيور طيرانا تصاد بظهر البصرة فيوجد في حوصلتها الحبّة الخضراء غضة لم تتغير، وهي علوية أو ثغرية أو جبلية، قال ديك الجن:

وسرت جاريات فوق طود ... أشبهها بمشيخة جلوس

[الغرنوق]

وهو من طير الماء موصوف بالحذر، ومتى طار ترفع في الهواء خشية السباع ويقوم على إحدى رجليه حذرا لئلا ينام. وسئل من صاد في يوم مائة غرنوق عن الحيلة في ذلك، فقال: أخذت قرعة يابسة فجعلت لها عينين وألقيتها في الماء حتى آنست بها الغرانيق ثم جعلت رأسي فيها وانغمست في الماء وكلّما دنوت من واحد قبضت على رأسه وغمسته في الماء ودققت جناحه وتركته يطفو فوق الماء حتى انتهيت إلى الآخر.

قال أبو نواس:

سود المآقي صفر الحمالق ... كأنّما يصفرن من معالق

صرصرة الأقلام في الهادق

قال الكميت:

كأنّ بنات الماء في حجراته ... نبيط قعود لابسات البرانس

<<  <  ج: ص:  >  >>