للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقال عليه الصلاة والسلام: عذّبت امرأة في هرة سجنتها فلم تطعمها ولم تسقها.

وقيل: إنّما يستر خرءه لئلا يشم الفأر ريحته فيهرب. ولابن العلّاف البغدادي فيه مرثية مختارة أولها:

يا هرّ فارقتنا ولم تعد ... وكنت منّا بمنزل الولد

وقال ابن طباطبا في هرّة لم تكن تصيد الفأر

وسنّورة سالمت فأرها ... فبينهما أبدا هدنه

تدور وفي فمها جوزة ... وشيء أصابته من جننه

لتنصب للفأر فخابه ... كذا القرن مختتل قرنه «١»

وتبصرها مثل حواءة ... لها رقية ولها دخنه

بها تخرج الفأر من جحرها ... وما ذاك عيب ولا هجنه

فمن لم يوافقه شرب الدوا ... ء للحصر يستعمل الدخنه

وقيل كان لركن الدولة سنوّر يألف مجلسه فكان بعض أصحابه أراد حاجة تعذر الوصول إليها فكتب قصته ووجد السنور خارج الحجرة فشدّ القصة في عنقه وأرسله فرآه ركن الدولة فأخذها وقرأها ووقّع فيها.

[الثعلب]

موصوف بالروغان والخبث والنذالة. قال بعضهم: أروغ من ثعلب ومن فرط خبثه أنّه يجري مع كبار السباع وفي حديث العامة أن الثعلب متى كثرت عليه البراغيث يتناول صوفة ثم يدخل رجليه في الماء، فلا يزال يغمس بدنه في الماء أوّلا فأولا حتّى يجتمعن في خطمه. فإذا غمس خطمه في الماء اجتمعن في الصوفة ثم يتركها في الماء ويثب خارجا. ونضيبه أي قضيبه في صورة أنبوبة أحد شطريه أعظم، وهو في صورة مثقب والآخر عصب ولحم. يولع بأكل القنفذ ويقال إنه يقلبه على ظهره ثم يبول على بطنه فيعتريه الأشر «٢» فيتمدّد فيبقر بطنه.

[الأرنب]

قيل: إنها تحيض والذكر منها الحزن وقضيبه على صورة قضيب الثعلب. وقيل:

إنها تنام مفتوحة العين، وتطأ على مواخير القوائم كيلا تعرف الكلاب أثرها. وهو قصير اليد وليس يعرف بقصر اليد، أسرع من الأرنب، والعرب تزعم أن من علق عليه كفّ أرنب لم تصبه عين ولا سحر، لأن الجنّ تهرب منه إذ ليست من مطاياها لمكان الحيض وهي أحسن الأشياء صيدا لتدبيرها وتدبير الكلب عليها.

<<  <  ج: ص:  >  >>