للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقال: من تكهن أو استقسم أو تطيّر طيرة ترد عن سفر، لم ينظر إلى الدرجات العلى يوم القيامة. وروي اللهم لا طير إلا طيرك ولا خير إلا خيرك، ولا رب غيرك، وقال صلى الله عليه وسلم لا عدوى ولا هامة ولا صفر.

الرخصة في الطّيرة

عن أبي هريرة رضي الله عنه أنّ النبي صلى الله عليه وسلم قال: الطيرة في المنزل والمرأة والفرس.

وقيل: أخبرت عائشة رضي الله عنها بذلك فغضبت وأنكرت ذلك وطارت شقة في السماء وشقة في الأرض، وقالت: إن النبي صلى الله عليه وسلم إنما قال إن يكن شؤم ففي هذه الثلاثة.

[جواز الفأل]

كان النبي صلى الله عليه وسلم يتفاءل «١» ويعجبه الفأل الحسن ولا يتطيّر. ولما هاجر النبي صلى الله عليه وسلم إلى المدينة وقاربها، سمع مناديا ينادي: يا سالم. فقال لأصحابه: سلمنا فلما دخلها سمع آخر ينادي: يا غانم. فقال: غنمنا. فلما نزل أتى برطب فقال صلى الله عليه وسلم حلالنا البلد، وسمع رجلا يقول: يا حسن. فقال: أخذنا فألك من فيك.

ولما خرج من مكّة مرّ بكلبة في ظل شجرة ساقطة أطباؤها «٢» نائمة عليها أجراؤها «٣» فقال لاصحابه أعطيتم درّها، ووقيتم كلبها. وبعث المشركون إليه سهيلا فقال: أتاكم سهيل وسيسهل أمركم.

ووجه سعد بن أبي وقاص إلى عمر رضي الله عنهما رسولا فلما جاءه قال: ما اسمك؟ قال: ظفر. قال: ابن من؟ قال: ابن قريب. فقال: ظفر قريب إن شاء الله تعالى.

ولما طلب المغيرة بن شعبة رسول سعد بن أبي وقاص من ملك الفرس يزدجر الجزية، قال: نعطيكم التراب. فقال سعد: نعم الفأل مكنّنا من أرضه.

[النهي عن التنجيم واختيار الأيام]

روى أن النبي صلى الله عليه وسلم سأله رجل في أي يوم أحتجم.

فقال: لا تطيروا، فإن الأيام كلّها لله إذا تبيغ «٤» بأحدكم الدم فليحتجم.

وقال النبي صلى الله عليه وسلم: اللهمّ لا طير إلا طيرك. ولما عزم عليّ كرم الله وجهه، على المسير إلى النهر وإذ أتاه بسام المنجم فقال: لا تسر في هذه الساعة وسر في وقت كذا. قال:

ولم؟ قال: لأنك إن سرت فيها أصابك ضرر شديد، وإن سرت في وقت كذا ظفرت.

فقال: ما كان محمد صلى الله عليه وسلم يعلم ما ادعيت. وقال: اللهم لا طير إلا طيرك ولا خير إلا خيرك.

<<  <  ج: ص:  >  >>