للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فبلغ ذلك المأمون فزاد في ولايته قنسرين «١» .

ولما صعد قتيبة بن مسلم «٢» منبر الريّ «٣» سقط القضيب من يده فتطيّر بذلك الناس، فأنشد:

فألقت عصاها واستقرّ بها النّوى ... كما قرّ عينا بالإياب المسافر

[وصف الفأل السوء بأنه يصيب من تفاءل به]

قيل إياك والفأل السوء، فقد قالت الفلاسفة: ما للنوائب رسول أبلغ في قبض الأرواح من الطيرة والفأل السوء. وقال ابن عبّاس رضي الله عنهما: كنت أنا وأمير المؤمنين عند النبي صلى الله عليه وسلم وكان يحبّ الفأل فلما خرج أنشد:

تفاءل بما تهوى يكن فلقلّما ... يقال لشيء كان إلا تكوّنا

وقال علقمة:

ومن تعرض للغربان يزجرها ... على سلامتها لا بدّ مشؤم

[من تشوئم به فدفع ذلك عن نفسه]

خرج هشام بن عبد الملك يوما فلقي أعور، فأمر بأن يضرب ويحبس، وقال:

تشاءمت بك. فقال الأعور: إن الأعور يكون شؤمه على نفسه وشؤم الأحول على غيره.

ألا ترى أني استقبلتك فلم يصبك شيء، وأنت استقبلتني فنالني منك سوء. وكان هشام أحول فخجل من ذلك وخلّاه.

وخرج بعض ملوك الفرس إلى الصيد فاستقبله أعور فأمر بحبسه وضربه، ثم مضى فتصيّد صيدا كثيرا، فلما عاد استدعى بالأعور وأمر له بصلة، فقال الأعور: لا حاجة لي في الصلة، ولكن ائذن لي في الكلام، فأذن له فقال: تلقيتني فضربتني وحبستني وتلقيتك فصدت وسلمت، فأينا أشأم؟ فضحك وأعطاه.

الخطّ

كان زاجر العرب يخطّ خطّين فيقول ابنى عيان أسرعا البيان. وقال ابن عباس رضي الله عنه في قوله تعالى: أَوْ أَثارَةٍ مِنْ عِلْمٍ

«٤» أنها الخط.

<<  <  ج: ص:  >  >>