للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وزعموا أن من علّق على نفسه كعب أرنب لم يصبه جنّ ولا عين، لأن الأرنب ليس من مطايا الجن لأنها تحيض، فيهرب منه الجن.

قال ابن الأعرابي: قلت لأعرابي: من علّق على نفسه كعب أرنب لم يصبه جنان الحي ولا عمار الديار. فقال: أي والله ولا شيطان الحماطة «١» وغول القفر، وتطفأ عنه نيران السعالي «٢» .

وكانوا إذا خافوا على إنسان الجنون علّقوا عليه خرق الحائض وعظام الموتى.

وقالوا: إذا خيف على الصبيّ النظرة يعلّق عليه سنّ ثعلب أو سن هرة يسلم.

وقيل: أرادت جنيّة صبيا فلم تقدر عليه، فلما رجعت، قيل لها في ذلك، فقالت:

كانت عليه نفرة، ثعالب وهررة، والحيض حيض السمرة. وحيض السمرة شيء يسيل من السمرة، وهي شجرة يزعمون أن الجن يرهبون منه.

وقالوا: إذا دخل الرجل قرية فخاف وباءها نهق نهيق الحمار لم يصبه الوباء.

وقال عروة بن الورد:

لعمري لئن عشرت من خيفة الردى ... نهيق الحمير إنني لجزوع

وقالوا: السليم «٣» إذا علق عليه حلي النساء، أفاق ولذلك قال النابغة:

يسهّد من ليل التّمام سليمها ... لحلي النّساء في يديه قعاقع

وقالوا: من خرج به بثر فأخذ إنسان منخلا، أاخذ من كل دار من دور الجيران كسرة وتميرة، فنثرها لكلب، ذهب البثر عنه إلى كلب.

وقالوا: إذا طرف أحدهم عين صاحبه أخذ الطارف عين المطروف، فيقول: بإحدى جاءت من المدينة، باثنتين جاءتا من المدينة، بثلاث جئن من المدينة إلى سبع، فتسكن عينه.

وقالوا للغلام إذا سقط سنّه فحذفها نحو عين الشمس، وقال أبدليني خيرا منها عادت.

ولذلك قال طرفة:

بدلته الشمس من منبتها ... بردا أبيض مصقول الأثر

قالوا: من ركب فرسا مهقوعا «٤» وهو ما به دائرة يقال لها الهقعة فعرق تحته اغتلمت

<<  <  ج: ص:  >  >>