للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ذمّ من له أدب بلا عقل

وصف أعرابيّ رجلا، فقال: هو ذو أدب وافر وعقل نافر:

فهبك أخا الآداب أيّ فضيلة ... تكون لذي علم وليس له عقل

وقيل: ازدياد الأدب عند الأحمق، كازدياد الماء العذب في أصول الحنظل، كلّما ازداد ريا ازداد مرارة.

[حاجة العقل إلى الأدب]

عاقل بلا أدب كشجاع بلا سلاح. العقل والأدب كالروح، والجسد بغير روح صورة، والروح بغير جسد ريح.

وقيل: العقل بغير أدب كأرض طيّبة خربة، وأن العقل يحتاج إلى مادة الحكمة، كما تحتاج الأبدان إلى قوتها من الطعام.

[ضياع العقل بفقد التقوى]

قيل: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا بلغه عن إنسان عبادة، قال: كيف عقله؟ فإن قالوا عاقل، قال: ما أخلقه أن يبلغ؛ وإن قالوا ليس بعاقل، قال: ما أخلقه أن لا يبلغ.

وقال الحسين: ثلاثة تذهب ضياعا: دين بلا عقل، ومال بلا بذل، وعشق بلا وصال. وقيل: لا تعتدّوا بعبادة من ليس له عقدة من عقل.

[فضل اجتماعهما]

قال معاوية، لرجل حكيم مسنّ: أيّ شيء أحسن؟ فقال: عقل طلب به مروءة، مع تقوى الله وطلب الآخرة.

عزّة العقل

كل شيء إذا كثر رخص إلا العقل فإنه كلما كثر كان أغلى. ولو بيع لما اشتراه إلا العاقل لمعرفته بفضله. أوّل شرف العقل أنه لا يشترى بالمال.

قلّة العقل وذويه

قيل لبهلول: عدّ لنا المجانين، فقال: هذا يطول، ولكنّي أعد العقلاء. ومثله وإن لم يكن من بابه- أن رجلا كتب كتابا وعرضه على آخر، فقال: فيه خطأ كثير، فقال الكاتب: علّم على الخطأ لأصلحه، فقال: بل أعلّم على الصواب فهو أسهل.

وقيل لرجل: ما جماع العقل؟ فقال: ما رأيته مجتمعا في أحد فأصفه وما لا يوجد كاملا لا يحدّ.

<<  <  ج: ص:  >  >>