للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ومن ركب الثور بعد الجوا ... د أنكر أظلافه والغبب «١»

وكان أبو عماد النميري تولّى أمورا كبارا، فأتى سلطانا يسأله أن يولّيه أمرا، فولاه أمانة قرية، فسرق ما في البيدر. فقال:

أنا باز أضرب الكر ... كي والطير العظاما

وإذا ما أرسل البا ... زي على الصّقر تعامى

أخذ ذلك من قول الآخر:

والصقر يحقر عن طراد الدّخل «٢»

وقيل لبعض من كان في خطبة أمر كبير فامتنع عليه فرضى بصغير: طلبت زلالا ثم شربت رنقا «٣» ، فأنشد:

ومن يبتغ العذب الزلال ويمتنع ... من الشرب من سؤر الكلاب تعطّبا

إذا المرء لم يقدر له ما يريده ... رضي بالذي يقضى له شاء أم أبى

ذمّ متول بغير استحقاق

قال موبذ: بلوغ شرف المنزلة بغير استحقاق، إشفاء على الهلكة. وأتى عبادة دينار بن عبد الله وقد وليّ مصر، فقال: يا فرعون أرفع رأسك وانظر إلى من ندب لولاية مصر. قال ابن بسّام:

كيف تستوثق الأمور وتصفو ... ومدار الدنيا على ابن الفرات «٤»

[وصف عاجز في ولايته]

في الحديث أن الله يبغض السلطان الركيك «٥» . وورد كتاب صاحب أرمينية على السفّاح بأن الجند قد شغبوا ونهبوا. فكتب إليه: اعتزل أمرنا فلو عدلت لم يشغبوا ولو قريت لم ينهبوا.

واستعمل المنصور رجلا على خراسان «٦» فاتته امرأة في حاجة، فلم تر عنده غنى.

فقالت: أتدري لم ولّاك أمير المؤمنين؟ قال: لا. قالت: لينظر هل يتم أمر خراسان بلا وال.

ووقّع جعفر إلى عامل له: إنك كثير الشكاية قليل النكاية، جرىء في ميدان العلل بطىء في ميدان العمل.

<<  <  ج: ص:  >  >>