للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فلما انتهى إلى قوله:

وصارت الشمس كعين الأحول

قال هشام: أبي تعرّض يا ابن اللخناء «١» ، اخرجوه بعينيك وطرده. وأنشد البحتري محمد بن يوسف: لك الويل من ليل تطاول آخره، فقال: بل الويل والحرب لك.

واستنشد أبو دلف راشدا الكاتب بعض ما يرثي به أيره فأنشده:

ألا ذهب الأير الذي كنت تعرفه

فقال: بل أمك التي كانت تعرفه.

[النهي عن الوقيعة في السلطان]

سمع أعرابي إنسانا يقع في السلطان فقال: يا فلان إنك غفل وكأني بالضاحك لك باك عليك. ودخل خالد بن صفوان على بلال بن أبي بردة حين ولي البصرة فلمّا ولي قال: سحابة صيف عن قليل تقشع «٢» ، فقال بلال: أما أنها لا تنقشع حتى يصيبك منها شؤبوب «٣» بر، ولما عزل أحمد بن عثمان عن أصفهان قال له رجل في وقت خروجه: الحمد لله الذي اراحنا من بغضك، فأمر بحبسه وقال لشهود كانوا معه: اشهدوا أن هذا في حبسي بحقّ، فكان كلما ورد قاض وفتش عن أمر المحبسين لم يعرف ذلك الحقّ الذي حبس به فبقي على ذلك زمانا حتى توصل إلى تنجيز «٤» كتاب كتب منه بعد حين فأطلق، وقيل: ثلاثة ليس من حقها أن يحتملها السلطان: الطعن في الملك وإفشاء السر والخيانة في الحرم.

الإرجاف «٥» بالسلطان

كان بعض الناس أرجف بعزل سلطان فأخذه وضربه فلما خلّى عنه عاد إلى أصحابه وقال: أما عرفتم تحقيق قولي لولا ذلك لما نكاه الخبر به فخلّاه، وقال: لو ترك الأرجاف في موضع لتركه هنا، وخرج جماعة إلى السلطان يطلبون شغلا فلم يجدوا فقال: بعضهم تقوتوا الأرجاف وانتظروا الدول وقيل: الأراجيف تلقيح الفتن. قال شاعر:

أراجيف الأنام مخبرات ... بأمر كائن لا شك فيه «٦»

[التحذير من مقاربة السلطان]

قيل للعتابي «٧» : لم لا تقصد السلطان فتخدمه؟ فقال: لأنى أراه يعطي واحدا لغير

<<  <  ج: ص:  >  >>