للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ولا تحم من بعض الأمور تعزّزا ... فقد يورث الذّل الطويل تعزّز

وقال الأحنف: كم جرعة من الظلم تجرعتها مخافة ما هو أعظم منها.

[الرخصة في المجازاة بالظلم]

قال الله تعالى في مدح ذلك: وَانْتَصَرُوا مِنْ بَعْدِ ما ظُلِمُوا

«١» وقال تعالى: وَلَمَنِ انْتَصَرَ بَعْدَ ظُلْمِهِ فَأُولئِكَ ما عَلَيْهِمْ مِنْ سَبِيلٍ

«٢» وقال بعضهم لسلطان: إني وإن خشنت في المال فقد عذر الله المظلوم إذا جهر بالسوء طلبا للنصفة من ظالمه حيث قال: لا يحب الله الجهر بالسوء من القول إلا من ظلم. وقال جرير: إنّي لا أبتدي، لكن أعتدي.

[من لا يبالي بأن يظلم]

قيل: أهون مظلوم سقّاء مروّب. وقيل: أهون مظلوم عجوز معقومة قال شاعر:

وظلم النهشلي من السواء «٣»

[من لا يبالي بأن يظلم]

قال أبو فراس «٤» :

وبعض الظالمين وإن تعدّى ... شهيّ الظلم مغفور الذنوب

ولبعض الصوفية «٥» :

دع الحبّ يصلى بالأذى من حبيبه ... فكلّ الأذى ممّن يحبّ سرور

تراب قطيع الشّاء في عين ذئبها ... إذا سار في آثارهنّ ذرور «٦»

وقال آخر:

وقد يؤذى من المقة الحبيب

تحسّر من ظلمه دنيء أو لئيم وتعزّيه

في المثل لو ذات سوار لطمتني. قال الفرزدق:

فوا عجبا حتّى كليب تسبّني ... كأنّ أباها نهشل أو مجاشع «٧»

<<  <  ج: ص:  >  >>