للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الحثّ على الرحمة ومدح ذويها

قال النبي صلّى الله عليه وسلم: إرحم من في الأرض يرحمك من في السماء وقال صلّى الله عليه وسلم: من لا يرحم الناس لا يرحمه الله، وقال عليه الصلاة والسلام: لا تنزع الرحمة إلّا من قلب شقيّ.

وقال: من كرم أصله لان قلبه وقيل: من أمارات الكرم الرحمة ومن أمارات اللؤم القسوة.

الحثّ على العفو مطلقا

قال الله تعالى: وَلْيَعْفُوا وَلْيَصْفَحُوا أَلا تُحِبُّونَ أَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَكُمْ

«١» وقال تعالى: وَأَنْ تَعْفُوا أَقْرَبُ لِلتَّقْوى

»

وقال تعالى: فَاعْفُوا وَاصْفَحُوا حَتَّى يَأْتِيَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ

«٣» وأدب نبيه صلّى الله عليه وسلم فقال: خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجاهِلِينَ

«٤» . فلّما علم أن قد قبل أدبه.

قال: وإنك لعلى خلق عظيم. وقال الأحنف: إياكم وحمية الأوغاد. قيل وما حميتهم؟

قال: يرون العفو مغرما والبخل مغنما، وقيل لبعضهم: هل لك في الإنصاف أو ما هو خير من الإنصاف؟ قال: وأيّ شيء خير من الإنصاف؟ قال: العفو فالانصاف ثقيل، وسئل الجنيد رحمه الله عن الفتوة فقال: العفو بدلالة قوله تعالى: وَلْيَعْفُوا وَلْيَصْفَحُوا

«٥» ، وقيل: العفو عن المذنب زكاة النفس. قيل: من كرم الأخلاق أن تغفر الذنب من شكر الموهوب العفو عن الذنوب الاحتمال قبر العيوب. قال البحتري:

إذا أنت لم تضرب عن الحقد لم تفز ... بشكر ولم تسعد بتقريظ مادح «٦»

استطابة العفو ولذّته

قيل: لذة العفو أطيب من لذة التشفيّ «٧» لأن لذّة العفو يتبعها حمد العاقبة، ولذة التشفي يتبعها غمّ الندامة، وقيل للإسكندر: أيّ شيء أنت به أسر مما ملكت؟ قال: مكافأة من أحسن إليّ بأكثر من إحسانه وعفوي عمّن أساء بعد قدرتي عليه.

[ما يستحسن في الكبار من الحلم وما يستقبح]

قال معاوية رضي الله عنه وقد أغلظ له رجل: إني لا أحول بين الناس وبين ألسنتهم ما لم يحولوا بيننا وبين السلطان، وقال المأمون الحلم يحسن بالملوك إلا في ثلاثة: قادح في ملك ومتعرّض لحرمة ومذيع لسر. وقال السفّاح: الحلم يحسن إلا ما أوضع الدين وأوهن السلطان.

الحثّ على درء الحدّ

قال النبي صلّى الله عليه وسلم: ادرؤا الحدود بالشبهات، وقال عمر رضي الله عنه: لأن يخطىء الإمام

<<  <  ج: ص:  >  >>