للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وفي كتاب كليلة إذا عثر الكريم لم يستقل إلا بكرام كالفيل إذا وحل لم يقلعه إلا الفيلة قال جرير:

إن الكريمة ينصر الكرام ابنها

الحثّ على التظاهر

لن يعجز القوم إذا تعاونوا فبالساعد يبطش الكف، قال شاعر:

إنّ السّهام إذا تبدّد جمعها ... فالوهن والتكسير للمتبّدد «١»

قال يامض الكلابي:

ألم تر أن جمع القوم يخشى ... وإن حريم واحدهم مباح

وأنّ القدح حين يكون فردا ... فيهصر لا يكون له اقتداح

تولى نزار بن محمد التجيبي البصرة فرفع إليه رجل يقول بخلق القرآن، فأمر بحبسه، فاستعان الرجل بإسماعيل الصفار، وكان أحد شيوخ المعتزلة بالبصرة فكلّم غير واحد من أجلاء البصرة فلم يجيبوه.

ثمّ أن إسماعيل طاف على المعتزلة وجمعهم وقال: قد جرأ عليكم إذ رآكم متفرقين فاتى بهم دار نزار بن محمد وقال: لم حبست فلانا قال: إنّه يقول: القرآن مخلوق. قال فكلّنا ممن يقول بقوله فأما تحبسنا معه أو تطلق صاحبنا فقوله في ذلك قولنا. فنظر نزار فإذا فتنة تثور فرأى إطلاقه، وترك التعرّض لهم في مذهبهم.

[وصف متظاهرين]

قال أبو فراس:

وإنّي وإيّاه كعين وأختها ... وإني وإيّاه ككفّ ومعصم

قال بعض القدماء من جهينة «٢» :

فإنّا وكلبا كاليدين متى تقم ... شمالك في الهيجاء تعنها يمينها «٣»

ذمّ جار السوء

في بعض الأدعية. أعوذ بالله من جار السوء عينه تراني وقلبه يرعاني، إن رأى حسنة كتمها وإن رأى سيئة أذاعها.

وعرض على أبي مسلم فرس جواد فقال: لمن بحضرته: لم يصلح هذا الفرس؟

فقيل: للغزو، فقال: لا، إنما يصلح أن يركبه الرجل فيفرّ به من جار السوء.

وقيل له: ما الداء العياء؟ فقال: الجار السوء إن قاولته بهتك وإن غبت سبعك. وقيل لبعضهم: لم بعت دارك؟ فقال: لأبيع جاري. وقيل: الجار قبل الدار ثم الرفيق قبل الطريق.

<<  <  ج: ص:  >  >>