وقال البحتري:
سلام على تلك الخلائق إنّها ... مسلّمة من كلّ عار ومأثم «١»
قال أبو الفرج الأصبهاني «٢» :
خلائق كالحدائق طاب منها ... النسيم وأينعت منها الثّمار
وقيل: صفاء الأخلاق من نقاء الأعراق.
[النهي عن سوء الخلق]
قال النبي صلّى الله عليه وسلم: من ساء خلقه عذب نفسه. وقال عليه السلام: خصلتان لا تجتمعان في مؤمن: البخل وسوء الخلق. وقيل: سوء الخلق يفسد العمل كما يفسد الصبر العسل.
وقال الأحنف: الداء الدوي الخلق الرديء «٣» واللباس البذي، بئس الملبوس العبوس وقيل: ليس لسيء الخلق توبة لأنه كلما خرج من ذنب دخل في آخر لسوء خلقه.
[المذموم بسوء الخلق]
صحب رجل رجلا سيء الخلق فلما فارقه قال: قد فارقته وخلقه لم يفارقه وقال أعرابي لرجل: أنك شكس الخلق دائم القطوب. قال عمرو بن كلثوم:
وكنت امرأ لو شئت أن تبلغ المنى ... بلغت بأدنى غاية تستديمها
ولكنّ فطام النفس أثقل محملا ... من الصّخرة الصّماء حين ترومها «٤»
وقيل: لا مداراة للخلق السيء القبيح كالشجرة المرة لو طليت بالعسل لم تثمر الأمر أو كذنب الكلب لو أدخلته القالب سنين لعاد إلى إعوجاجه.
[المتمدح بمصابرة سيء الخلق]
قال رجل لأحمد بن أبي خالد لقد أعطيت ما لم يعط رسول الله صلّى الله عليه وسلم فقال: لئن لم تخرج من ذلك لا ضرّبنك. فقال الرجل: إن الله تعالى قال لنبيه ولو كنت فظّا غليظ القلب لا نفضّوا «٥» من حولك وأنت فظّ ونحن لا ننفض من حولك.
وقال شعيب بن حرب خطبت امرأة فأجابتني فقلت: إني سيء الخلق. فقالت:
أسوأ خلقا منك من يلجئك إلى سوء الخلق. وقال حبيب لرجل سيء الخلق: إن استطعت أن تغير خلقك وإلا فليسعك من أخلاقنا ما ضاق به ذرعك.