للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[صعوبة ترك العادة والرجوع عنها]

قيل: للعادة على كل إنسان سلطان، وكل امرىء جار على ما تعوّدا، وقيل: لكل كريم عادة يستعيدها، وقيل: اللسان متقاضيك ما عودته. قال المتنبي:

وتأبى الطّباع على الناقل.

وقالت الحكماء العادة طبيعة ثانية.

[نفي العيب عن تعاطي ما كان خلقا]

قال بعض القدماء:

ظلمت امرأ كلّفته غير خلقه ... وهل كانت الأخلاق إلا غرائزا «١»

قال الخبزارزي:

يعاب الفتى فيما أتى باختياره ... ولا عيب في ما كان خلقا مركّبا

المتخلّق يرجع إلى شيمته

قال عمر رضي الله تعالى عنه من تخلّق للناس بما ليس خلقا له شأنه الله وفي كتاب كليلة: الطبع المتكلّف كلما زدته تثقيفا زادك تعقيفا «٢» . وقيل: كل إناء يرشح بما فيه. وقال إن التخلق يأبى دونه الخلق.

قال ذو الإصبع «٣» :

ومن يبتدع ما ليس من خيم نفسه ... يدعه ويغلبه على النفس خيمها «٤»

قال زهير «٥» :

ومهما تكن عند امرىء من خليقة ... وإن خالها تخفى على النّاس تعلم «٦»

وقال آخر:

وللنفس أخلاق تدلّ على الفتى ... أكان سخاء ما أتى أم تساخيا

<<  <  ج: ص:  >  >>