للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقال آخر:

فإنّكم ومدحكم بجيرا ... تراه العين أخضر ذا رواء «١»

لك النفس التي ترجو المعالي ... وتمنع بالمرارة والإباء

وقال آخر:

قلت وجوه المصر حتّى إذا ... كشفتهم كشّفت إستاها

وقال غيره:

ألم تر أنّ الماء يخلف طعمه ... وإن كان لون الماء في العين صافيا «٢»

وقال غيره:

لا تجعلنّ دليل المرء صورته ... كم مخبر سمج من منظر حسن «٣»

وقال غيره:

فلا تجعل الحسن الدليل على الفتى ... فما كلّ مصقول الحديد يماني «٤»

ذمّ من قبح خلقه وخلقه

استعرض المأمون الجند فمر به رجل دميم فاستنطقه فرآه ألكن «٥» ، فأمر بإسقاطه وقال:

إن الروح إذا كانت ظاهرة كانت وسامة وإذا كانت باطنة كانت قصاحة وأراه لا ظاهر له ولا باطن. وفي المثل أحسن ما في خالد وجهه وفيه ستعلم الشاهد بالغائب. قال الشاعر:

مخبره أقبح من وجهه ... ووجهه بالقبح مشهور

وقال آخر:

قد رأيناك فما أعجبتنا ... وبلوناك فلم ترض الخبر

الاستدلال بقبح الوجه على قبح الصّنيع

قالت العرب: ليس على وجه الأرض قبيح إلا وجهه أحسن شيء منه.

قال شاعر:

يدلّ على قبيح الفعل منكم ... وأصلكم وجوهكم القباح

وقيل: أحسن ما في القبيح وجهه.

<<  <  ج: ص:  >  >>