للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

النّهي عن تعاطي ما يضحك

قال النبيّ صلّى الله عليه وسلم ويل للذي يحدث فيكذب ليضحك القوم، ويل له ويل له. وقال رسول الله صلّى الله عليه وسلم: إن الرجل يتكلم بالكلمة يضحك بها الناس فيذل أبعد ما بين السماء والأرض، وقيل لأبي العيناء: فلان يضحك منك فقال: إن الذين أجرموا كانوا من الذين آمنوا يضحكون.

إيراد جدّ في مسلك هزل

قيل: جديدة في لعيبة، وقال خالد بن صفوان رماني بأصلب من الجندل ونشقني بأحرّ من الخردل، ثم قال أني أمازحك.

لي صاحب ليس يخلو ... لسانه من جراحي

يجدّ تمزيق عرضي ... على طريق المزاح «١»

[(٤) ومما جاء في الحياء والوقاحة]

قال النبي صلّى الله عليه وسلم: الحياء شعبة من الإيمان ومن لا حياء له فلا إيمان له وفسر قوله تعالى:

وَلِباسُ التَّقْوى

«٢» بالحياء وقال: أبى عليك بالحياء والأنفة فإنك إن استحييت من الغضاضة «٣» اجتنبت من الخساسة، وإن أنفت من الغلبة لم يتقدمك أحد في مرتبة. وقيل: أحي حياءك بمجالسة من يستحى منه، وقيل: من جمع بين الحياء والسخاء فقد أجاد الخلة إزارها ورداءها.

[الممدوح بالحياء]

في وصف النبي صلّى الله عليه وسلم أنّه كان شديد الحياء، وكان أشدّ حياء من العذراء في خدرها «٤» ، وكان إذا كره شيئا عرفناه في وجهه. وسأل يحيى ابن خالد رجلا عن ابنه فقال تركته وماء الحياء يتحدر من أسارير وجهه، وسيول الجود سائلة من فروج أنامله ولآلىء العلم متناثرة من ميازيب «٥» منطقه. قال شاعر:

ترك الحياء بها رداع سقيم «٦»

قال المتنبّي:

وأوجه فتيان حياء تلتمّوا ... عليهنّ لا خوفا من الحرّ والبرد

<<  <  ج: ص:  >  >>