للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بالتوسّم. وقال عليه الصلاة والسلام: اتقوا فراسة المؤمن فإنّه ينظر بنور الله.

وكان عمر (رضي الله) عنه يقال له المحدّث لصحة ظنّه.

وقال النبي صلى الله عليه وسلم: إن يكن في هذه الأمة محدّث فهو عمر. ويقال: فلان ألمعيّ، وقيل: ما تزاحمت الظنون على أمر مستور إلا كشفته.

قال الشاعر:

إذا ما ظنّ أعرض أو أصابا

وقال:

نجيح مليح أخو مارق ... يكاد يخبر بالغائب

وقال البحتري:

وإذا صحّت الرويّة يوما ... فسواء ظنّ امرىء وعيانه «١»

وقال الموسوي:

ولا علم لي بالغيب إلا طليعة ... من الحزم لا يخفى عليها المغيب

مدح الشكّ وسوء الظنّ

قيل: بوحشة الشكّ ينال أنس اليقين. وقيل: عليك بسوء الظنّ، فإن أصاب فالحزم، وإن أخطأ فالسلامة.

قال الشاعر:

وحسن الظنّ عجز في أمور ... وسوء الظنّ يأخذ باليقين

وقيل:

من أطال الركون قلّ ركونه «٢»

وقول الله تعالى: إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ

«٣» دلالة على أن جلّه صواب. وقال عبد الملك: فرق ما بين عمر وعثمان إنّ عمر أساء ظنّه فاحكم أمره وعثمان أحسن ظنّه فأهمل أمره.

وقيل لبعضهم: أسأت الظنّ، فقال: أن الدنيا لما امتلأت مكاره وجب على العاقل أن يملأها حذرا، وقال أبو محمد الخازن:

وما شكّي وإن أكثرت إلا ... محاماة على الشيء اليقين «٤»

<<  <  ج: ص:  >  >>