للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقيل سواسية كأسنان الحمار. وعكس هذا المعنى الصنوبري «١» فأتى بأجود لفظ وأوضح معنى، فقال:

أناس هم المشط استواء لدى الوغا ... إذا اختلف الناس اختلاف المشاجب

[عذر من ذكر فاضلا ونذلا معا]

قال بعض الكبار لرجل: أتذكرني مع فلان وفلان فقال: قد ذكر الله النار والجنة وفرعون مع موسى وآدم مع إبليس فلم يهن بذلك أولياءه ولم يكرم به أعداءه.

[اختيار أراذل]

وصف أعرابي قوما فقال: هم كلاب وفلان من بينهم سلوقي وهم حنظل وهو هبيد «٢» . وإن في الشر خيارا وليس العاقل من يعرف الخير من الشر وإنما العاقل من يفرّق بين الشرين. قال محمود:

ذممتك أولا حتّى إذا ما ... بلوت سواك عاد الذمّ حمدا

ولم أحمدك من خير ولكن ... رأيت سواك شرّا منك جدّا

فعدت إليك مختلا ذليلا ... لأني لم أجد من ذاك بدّا

كمجهود تعاظم أكل ميت ... فلمّا اضطرّ عاد إليه شدّا

[من لا يفرح بموته ولا يسر بحياته]

قال شاعر:

إذا كنت لا ترجى لدفع ملمّة ... ولم يك في المعروف عندك مطمع «٣»

ولا أنت ممّن يستعان بجاهه ... ولا أنت يوم الحشر ممّن يشفع «٤»

فعيشك في الدنيا وموتك واحد ... وعود خلال من وصالك أنفع

ذكر أحمد بن الخطيب عند أبي العيناء فقال: إن دنوت منه عرّك «٥» وإن بعدت منه ضرك. فبلغ كلامه أحمد فقال: تفسيره أن حياته لا تنفع وموته لا يضرّ. وقيل لرجل:

مات فلان فقال: من لم تنفع حياته لم تجزع وفاته:

فبعدا لا انقضاء له وسحقا ... فغير مصابه الخطب العظيم

<<  <  ج: ص:  >  >>