للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فسكت فقال ابن الزبير: ما أحسن هذه الثنايا واطرأ هذه الوجه. فقال معاوية: برك فسكت فافترقا فشكا ابن الزبير عينه ثم شارفت الذهاب وسقطت ثنيتا معاوية فالتقيا بعد ذلك بسنة فقال معاوية: يا أبا بكر أينا أشوه فقال رجل: معين أصابته العين وشأنه ومشوه وشقذ شديد الإصابة بالعين.

[المذموم بأنه لو كان كذا لكان شره]

دخل أبو الأسود على ابن عباس رضي الله عنهما يجر رجله فقال: لو كنت بعيرا كنت ثقالا. فقال له أبو الأسود: ولو كنت راعي البعير لما بلغته الكلأ ولما حفظته من الضيعة وقيل لام بهلول كيف ترين ابنك؟ فقالت: قبحه الله لو كان داء ما برىء منه. قال:

لو كنت ريحا كانت الدّبورا ... أو كنت غيما لم تكن مطيرا «١»

أو كنت ماء لم تكن نميرا ... أو كنت بردا كنت زمهريرا

أو كنت مخا كان مخّا ريرا «٢»

وقال آخر:

لو كنت ماء لم تكن بعذب ... أو كنت سيفا لم تكن بعضب «٣»

أو كنت لحما كنت لحم كلب

ضرب من الذمّ يقال يا كذا

يا طيرة الشؤم ويا فأل التلف ... يا سوء كيل وغلاء وحشف «٤»

قال أبو نواس:

يا غراب البين في الشؤ ... م وميزاب الجنابه «٥»

يا كتابا بطلاق ... وعزاء بمصابه

يا مثالا من هموم ... وتباريح كآبه

قال الناجم:

يا قوة اليأس ويا ضعف الأمل ... يا كلّ مكروه وكرب وبخل

يا حيرة المملق أعيته الحيل ... يا زحل الدهر ومرّيخ الدول «٦»

<<  <  ج: ص:  >  >>