للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

إذا الغصن لم يثمر وإن كان شعبة ... من المثمرات اعتدّه الناس في الحطب «١»

وقال ببغاء:

إذا المرء لم يبن افتخارا لنفسه ... تضايق عنه ما ابتنته جدوده

ولا خير في من لا يكون طريفه ... دليلا على ما شاد قدما تليده «٢»

وقال آخر:

وما ينفع الأصل من هاشم ... إذا كانت النّفس من باهله «٣»

[عذر من شرفت نفسه ولم يشرف أصله]

وقال سقراط: لرجل عيره بحسبه حسبي مني ابتدأ وحسبك إليك انتهى. وقال آخر:

قومي عار عليّ وأنت عار على قومك، وطعن في حسب رجل آخر فقال: لئن يكون حسبي عيبا عليّ أصلح من أن أكون عيبا على حسبي، وقيل: لئن يكون الرجل شريف النفس دنيء الأصل أفضل من أن يكون دنيء النفس شريف الأصل، ألا ترى أن رأس الكلب خير من ذنب الأسد.

عذر دنيء قصّر عن أفعال آبائه الأشراف

قيل لرجل: من ولد بشر بن مروان وكان مأبونا إن أباك كان سهما من سهام المسلمين وسيفا لآل رسول الله صلّى الله عليه وسلم، فقال: وأنا جعبة من جعابهم وغمد لسيوفهم.

قال الأصمعي رحمه الله: دخلت خضراء روح بن زنباع فإذا أنا برجل من ولده يفسق به في موضع كان أبوه يهب فيه المال ويضرب فيه أعناق الرجال، فقلت يا فضيحة. هذا موضع كان أبوك يهب فيه، فأنشد:

ورثنا المجد عن آباء صدق ... أسأنا في ديارهم الصّنيعا

إذا الحسب الرفيع تعاورته ... ولاة السّوء أوشك أن يضيعا

وقيل لحكيم: كان أبوك أجمل منك وأعقل وأفضل فقال: لأني كنت به ولم يكن بي فهو أولى بالكمال مني.

وخطب أبو العذري إلى رجل من بني تميم ابنته، فقال: لو كنت مثل أبيك زوّجتك.

فقال: لو كنت مثل أبي لم أخطب إليك. قيل لرجل من الأعراب: ما أشبهت أباك، فقال:

لو أشبه كلّ رجل أباه كنا كآدم.

<<  <  ج: ص:  >  >>