للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يجمعون عزّ العرب ودهاء العجم.

عاتب هشام زيد بن علي وقال: بلغني أنك تريد الخلافة، وكيف تصلح لها وأنت ابن أمه، فقال: كان إسماعيل ابن أمة وإسحاق ابن حرّة فأخرج الله من صلب إسماعيل خير ولد آدم. فقال هشام: إذا لا تراني إلا حيث تكره.

كانت أم علي بن الحسين عليهما السلام جيهان شاه بنت يزدجرد أخذها الحسين من جملة الفيء، وقال له أمير المؤمنين: خذها فستلد لك سيدا في العرب سيدا في العجم سيدا في الدنيا والآخرة.

ولما فتح قتيبة بعض بلاد العجم أخذ إحدى بنات يزدجرد فقال يوما لبعض جلسائه:

أترى ابن هذه يكون هجينا؟ فقالت امرأة: نعم من قبل الأب.

[عذر الهجناء]

سابق عبد الملك بين بنيه فجاء الوليد سابقا وسليمان مصليا ومسلمة مكيثا «١» وكان ابن أمة، فقال عبد الملك: لله در الأعور الشني حيث يقول:

نهيتكم أن تحملوا هجناءكم ... على خيلكم يوم الرهان فتدركوا «٢»

وما يستوي المرآن هذا ابن حرّة ... وهذا هجين بضعه متشرّك «٣»

قعدن به خالاته فخذلنه ... ألا إن عرق السوء لا بدّ يدرك

فقال مسلمة بيني وبينك الشني، أليس هو القائل:

وكائن ترى فينا من ابن سبية ... إذا لقي الأبطال يطعنهم شزرا

فما زادها فينا السباء نقيصة ... ولا احتطبت يوما ولا طبخت قدرا «٤»

وقال آخر:

لا تزرينّ فتى من أن يكون له ... أمّ من الروم أو سوداء عجماء

فإنّما أمهات النّاس أوعية ... مستودعات وللأحساب آباء «٥»

[أصناف الموالي]

الناس ثلاثة أصناف عرب وعجم وموال. فالعرب قسمان: ولد إسماعيل بن إبراهيم وقحطان بن عابر وهم هجان وهو الخالص وهجين وهو الذي أمه أعجمية حرّة كانت أو

<<  <  ج: ص:  >  >>