للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقال آخر:

فإن يك أربى عفو شكرك عن يدي ... أناس فقد أربى نداه على شكري «١»

[المستنكف آلاء معطيه عجزا عن شكره]

وقال المتنبّي:

ولم نملل تفقدك الموالي ... ولم نذمم أياديك الجساما

ولكن الغيوث إذا توالت ... بأرض مسافر كره الغماما

وقال محمد بن أبي عمران:

رويدك لا تعنف عليّ واعفني ... على حسب أقضي ما أطيق من الشكر

وقد أجاد أبو نواس في هذا المعنى:

أنت امرؤ جلّلتني نعما ... أوهت قوى شكري فقد ضعفا

لا تسدينّ إليّ عارفة ... حتّى أقوم بشكر ما سلفا «٢»

وقد أبدع البحتري في هذا المعنى، حيث يقول:

أخجلتني بندى يدي وسوّدت ... ما بيننا تلك اليد البيضاء

وقطعتني بالجود حتّى إنّنّي ... متخوّف أن لا يكون لقاء

وله أيضا:

أيها أبا الفضل شكري منك في نصب ... أقصّر فمالي في جدواك من أرب «٣»

لا أقبل الدّهر نيلا لا يقوم له ... شكري ولو كان مسديه إلى أبي

وقال العثماني في الصاحب:

وفدنا لنشكر كافي الكفاة ... ونسأله الكفّ عن برّنا «٤»

فقال العلوي قد كفيت فإن الصاحب صار لا يعطي شيئا.

[من لا يخفي أياديه]

أياد تتضوع ونعم تسطع وآلاء تتطلع.

قال الشمردلي:

أياديك لا تخفى مواقع صوبها ... فتعفو إذا ما ضيّع الحمد والشكر

وهل تستطيع الأرض من بعد ما انطوت ... على ريّها إنكار ما فعل القطر

<<  <  ج: ص:  >  >>